المنتخبات وكذلك الفرق تمر بفترة انتقالية طبيعية.. تتمثل في الانتقال من جيل لآخر.. فاللاعب مهما كان عطاؤه.. ومهما وصل من نجومية وشهرة.. لا يستطيع الاستمرار مع تقدم العمر في تقديم نفس الصورة التي كان يقدمها.. لا يقدر على تقديم نفس المستوى ونفس العطاء.. ولهذا يقرر ترك الكرة.. وبالتالي إعطاء المهمة للاعب آخر.. وهذه سُنّة الكرة.. العطاء.. ثم الاعتزال.. وإتاحة الفرصة للاعب شاب يحل مكانه..!!
في هذا المجال.. نتذكر ما حدث لمنتخبات كبيرة.. وفرق عريقة.. مرت بتلك المرحلة.. منها ما استطاعت ان تعود سريعاً لساحة المنافسة.. بفضل ما تمتلكه من قاعدة قوية وصلبة.. ومنها ما ظلت تعاني طويلاً من جراء هذه المرحلة الانتقالية.. وبقيت لسنوات طويلة.. عاجزة عن إثبات حضورها وتفوقها..!!
ويبدو.. أن منتخبنا عانى من هذه المرحلة الانتقالية.. حيث خسر الثنيان ومسعد وسامي وعبدالغني وماطر وعبدالله سليمان والتيماوي والمهلل وفؤاد أنور والخليوي بفترة وجيزة.. كما أن عدداً آخر من اللاعبين وصلوا إلى المنعطف الأخير.. وهو المستوى الانحداري أو العد التنازلي في مستواه وعطائه..!!
أمام هذه المرحلة.. فكان طبيعياً ان (ننتكس) وان نسجل تراجعاً كبيراً في مستوى المنتخب..مشكلتنا أننا لم نعالج الوضع وفق الصورة الصحيحة.. فمنتخباتنا السِّنية هي في الأصل ضعيفة البنية.. دعونا نتذكر عندما حققنا كأس العالم للناشئين.. هؤلاء اللاعبون كانوا نواة للمنتخب الأول.. بعد رحيل النجوم الكبار.. النعيمة والمصيبيح وعبدالله الدعيع وماجد وغيرهم.. استفدنا من محمد الدعيع وفؤاد أنور وسليمان الرشودي وسالم سرور و....، لكن في الفترة الحالية عندما مررنا بفترة انتقالية لم نجد من نستعين بهم من المنتخبات السِّنية.. كما حدث في المرة السابقة..!!
من هنا.. تتضح أهمية الاهتمام بشكل أكبر وأوسع بالمنتخبات السِّنية (الناشئين والشباب والأولمبي).. فأنا لدي قناعة بأهمية تدرج اللاعب من الناشئين للشباب ثم الفريق الأول، سواء كان ذلك في النادي أو المنتخب.. فتدرج اللاعب.. يعطيه نضجاً كروياً مهماً.. ويضمن له الاستمرارية والنجومية..
أما تلك التي تبرز فجأة.. لا تلبث أن تختفي بسرعة.. وكم من اسم في أكثر من مرة.. يُستدعى للمنتخب بعد بروزه في مباراة واحدة.. بل أحياناً من خلال شوط لعبه مع فريقه.. ثم خروج من المنتخب بلا عودة.. والشواهد على ذلك كثيرة.. مع الإدراك أيضاً أن هناك لاعبين يخالفون تلك القاعدة لكنهم في الغالب يمثلون نسبة ضئيلة جداً..!
نحن لا نزال نمتلك فرصة اصلاح ما انتكس.. فنحن نملك المقومات اللازمة والكفيلة بأن نتجاوز كل الاخفاقات.. لعل من أولى تلك المقومات امتلاكنا للقيادة الرياضية الواعية والحكيمة.. والتي أوصلت المنتخب إلى تحقيق إنجازات كبيرة.. وربما ان ما حدث في دورة الخليج كان مفيداً لا ضاراً.. فالانتباه المبكر لحالة خلل وعلاجها في وقتها كفيل بأن يعفينا من الدخول في مرحلة يصعب علاجها.
بقي أن أشير إلى نقطة أخرى، وهي عدم استفادتنا من المدربين الكثر في أنديتنا.. ففرقنا تمتلك مدربين اكفاء.. بإمكاننا الاستفادة من خبراتهم واستشارتهم وضم بعضهم كأعضاء (متعاونين) مع لجنة المنتخبات التي تم تشكيلها مؤخراً..!!
إنصاف رئيس الهلال..!!
لم يفعل الهلال عندما أحرز كأس الأمير فيصل بن فهد.. سوى أن لاعبيه أضافوا إضافة جديدة لإنجازات وبطولات هذا النادي العريق.. وهو أيضاً - أي الفوز الهلالي بالكأس - جاء إنصافاً لمجهودات رئيسه الشاب الأمير محمد بن فيصل.. فكلمة حق يجب ان تقال بحقه.. وهو أنه عمل أعمالاً سيحفظها له المنصفون.. فالرجل عمل باخلاص وصدق وحب.. فأثمرت أعماله ونجحت جهوده التي بذلها.. نجح في إعادة صياغة الهلال من جديد.. نجح لأنه عمل للهلال.. ومن أجل الهلال فقط..!
وفريق الهلال.. كان في نظري بحاجة كبيرة إلى إعادة فرض هيبة اسمه التي فقدت شيئا من بريقها ومكانتها.. بعد التراجع في مستوى الفريق لمدة ليست بالقصيرة لعشاق الفريق.. ثم ان لاعبي الهلال من جيله الحالي، جيل الشباب والأسماء الواعدة، بحاجة هم أيضاً إلى بطولة يكملون بها مسيرة جيل البطولات من نجوم الهلال الذين سبقوهم.. كما ان الجماهير الهلالية بحاجة هي الأخرى إلى الاطمئنان على جيلها الشاب المليء بالحيوية لأن يكونوا في القريب أعمدة فريقهم الأول..!
تحية للهلال البطل.. وتحية للأبطال الهلاليين.. مبروك للجماهير الهلالية الكبيرة.. فهم المكسب الكبير.. والداعم الأكبر لهذا النادي.. هم أهم المزايا الهلالية.. هم من أهم المزايا المؤثرة في انتصارات وبطولات الهلال وشهرته..!
والاتفاق بطل..!
رغم خسارته للكأس.. يجب الاشادة بالفريق الاتفاقي الشاب.. فقد قدم طوال المسابقة مستويات راقية أشاد بها كل المتابعين.. وخسارته للكأس لا تعني نهاية المطاف.. فحتى في المباراة النهائية قدم مستوى راقياً ونجوماً واعدة..!
والاتفاق كان بطلا في الموسمين الماضيين لنفس المسابقة.. واستمراريته بالمنافسة على اللقب للموسم الثالث تعني قدرة هذا الفريق على صناعة مواهب شابة تكون قادرة على رفع اسم الاتفاق من جديد في ساحة المنافسة بعد ان ظل بعيداً عنها لسنوات طويلة بعد رحيل نجومه الكبار.. ما أتمناه حقيقة من الاتفاقيين هو المحافظة على فريقهم الشاب.. وإعطاؤه الفرصة كاملة في تمثيل الفريق مع منحهم الثقة سواء كان ذلك من الجهاز الإداري أو الفني وحتى على مستوى الجماهير.. عندها سنكون متفائلين بعودة فارس الدهناء لساحة البطولات الكبرى من جديد..!
بقايا
- يمتلك الهلال مدرباً استطاع الاستفادة فعلياً من قدرات ومهارات لاعبيه، فسخرها لخدمة الفريق وعرف كيف يستغلها ويبرزها ليحقق الفريق أولى بطولات الموسم..!!
- الهلاليون.. يتميزون أكثر من غيرهم في تقديم المواهب الشابة للكرة السعودية..!!
- صناعة اللاعب النجم.. باهظة الثمن؛ فهي تحتاج إلى وقت وإلى صبر طويلين وإلى جهد كبير.. وهذا ما كان عليه الهلاليون ليجنوا بعد ذلك الثمار في صناعة فريق شاب وبطل..!!
- في تصوري.. ان محمد العنبر سيكون (أمل) الكرة السعودية شريطة ان يستفيد ممن سبقوه وان يسعى لتطوير مستواه والبُعد عن كل ما يضر باللاعب..!!
- أعجبت كثيراً بعقلية ورزانة عضو شرف الاتفاق فيصل المسحل في حديث له ل(أوربت) قبل بداية المباراة النهائية..!
-يجب ان نشيد باختيار لجنة الحكام للجروان في قيادة المباراة النهائية، وهذا ينسحب تماماً على زميله ياسر مدني الذي قاد لقاء الهلال بالرياض..!!
- طبيعي.. ان يخسر التعاون من الرائد في مسابقة الكأس ما دام أن رئيسه يقول عن اللقاء بأنه ودي..!!
- التعاون.. خلال المباريات الثلاث بما فيها لقاء الرائد قدم مستويات جيدة ويملك لاعبين شبابا على قدر جيد من النجومية.. ما ينقص الفريق في الفترة الحالية هو رفع معدله اللياقي..!!
- الفريق التعاوني منذ مسابقة كأس الأمير فيصل وهو يعاني من ضعف لياقة لاعبيه بسبب مدربه السابق جيلسون الذي كان مهملاً لهذا الجانب.. وفي تصوري ان درويش قادر على جعل التعاون أكثر روعة في مبارياته القادمة..!
- التعاون.. بحاجة أيضاً لأن يتخلص من بعض لاعبيه منتهي الصلاحية، ومطلوب منهم ان يلعبوا بنفس روح مدافعهم علي الموسى وابراهيم المبرك..!
- قررت إدارة الرائد إيقاف لاعب درجة الشباب الركبي لمدة ستة أشهر لاعتدائه على الحكم، وهذا قرار جميل.. لكن ما تناسته ادارة الرائد هو ان دوري شباب المنطقة في الموسم القادم لن ينطلق إلا بعد ثمانية أشهر..!!
- الإداري المراسل تراقص دون استحياء مع فريق الناشئين الذي تعادل مع منافس فريقه..!!
- أعتقد ان مشكلة الأهلي ليست في البرازيلي فالمير..!
- الاستوديو استمر لأكثر من ثلاث ساعات ليقنعونا بأن دورة الخليج ودية..!!
- إذا كانت ودية فلماذا تطالبون بالعقوبات؟ ولماذا تجلسون كل هذه المدة داخل الاستوديو محللين ومنظرين..؟!!
- ما حدث لنور في دورة الخليج حدث للخليوي في كأس العالم، والسبب أن حكامنا لا يطبقون القانون كما يجب في مبارياتنا المحلية..!!
- في تصريح لقائد الرائد فارس الحربي يقول ان فريقه سيتخطى التعاون (المنهار).. ونسي الحربي ان التعاون يتقدم على فريقه بعدد النقاط في دوري الدرجة الأولى حتى الآن..!!
- يسري الباشا (بصق) في وجه لاعب الهلال تفاريس.. ولا أدري كيف سيكون موقف اللجنة الفنية تجاهه بعد ان صادته الكاميرا التلفزيونية..؟!
آخر الكلام
شخصياً، أتمنى أن يكون الفريق العُماني قد حقق كأس دورة الخليج أمس.. لا لشيء سوى أن منتخب عمان هو الأفضل والأحق بكأس الدورة السابعة عشرة..!
| 
"الريـاضيـة"