سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد..
لقد اطلعت على تعقيب الأخ محمد بن عبدالعزيز المحمود في جريدتكم الغراء في 9-11-1425هـ تعقيباً على كلمة لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان التي نشرت في جريدة الجزيرة بالعدد 11758 في 25-10- 1425هـ بعنوان (احذروا مجالس السوء) فأولا نشكر لشيخنا الوقور اهتمامه الدائم بمصالح المسلمين عموماً بما ينشره من كتب ورسائل وأشرطة شرعية ولهذا البلد المبارك خصوصاً بما يكتبه بالمجلات والصحف اليومية من مقالات قيمة وردود على أهل الزيغ والضلال وتنقلاته في أنحاء المملكة لإلقاء المحاضرات وحضور الاجتماعات والمقابلات مع المسؤولين والدعاة والشباب لبيان الحق الذي التبس على كثير من الناس بفعل هؤلاء الذين يروجون للفتن ضد بلدهم الآمن بلد التوحيد ومهبط الوحي بخلق الاكاذيب والاشاعات الباطلة والإساءة إلى ولاة الأمر والعلماء والتقليل من قدرهم بما يوجب التزهيد في علمهم والتمرد عليهم وذلك لترويج بضاعتهم الفاسدة من تشكيك للمسلمين في عقائده بما يدخلونه من بدع وضلالات في عباداتهم وترويج لأفكار هدامة وآراء ضالة يراد بها إفساد البلاد والعباد فنسأل الله لشيخنا الفاضل وعموم علمائنا الربانيين التوفيق والسداد وعظيم الأجر والمثوبة ولنحذر دعاة الفتن وما يروجون له فإنهم بذلك يخدمون الأعداء شاؤوا أم أبوا ولنعرف لعلمائنا قدرهم وفضلهم فإن النيل منهم ضرر بالدين وقد عرف الأعداء ذلك فسخروا جندهم وصوبوا سهامهم وقالوا علنا (ولقد عنينا عناية فائقة بالحط من كرامة رجال الدين في أعين الناس وبذلك نجحنا في الإضرار برسالتهم التي كان يمكن أن تكون عقبة كؤوداً في طريقنا).
إن العلماء هم أولياء الله قال أبو الدرداء رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب) والعلماء هم أشد الناس خشية قال الله عز وجل: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} (28) سورة فاطر وقال عليه الصلاة والسلام: (فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب) رواه أحمد وابن ماجة.. وللعلماء الفضل والخيرية والتمييز والتشريف على غيرهم قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
ما الفضل إلا لأهل العلم انهموا
على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه
وللرجال على الأفعال أسماء
وأخيراً أقول إن الذي يغمز في العلماء وأعني العلماء الربانيين الذين شابت لحاهم في طلب العلم الشرعي وتعليمه وعرفوا بالزهد والورع والخوف من الله الذي يغمز فيهم إما صاحب بدعة أو صاحب هوى أو جاهل يردد ما يردده القوم وهو لا يدري ماذا يدور في الفلك من مؤامرات تستهدف دينه وبلده وأمنه والله الهادي إلى سواء السبيل.