ديدن اللئام الغدر والخِسَّة، وعضُّ الأيدي التي تمتد لانتشالهم من الوحل الذي لايستطيعون أن يعيشوا خارجه.
هكذا هو النظام الحاكم في ليبيا، الذي يقوده إنسان عجز الجميع عن إيجاد دواء لداء مثل داء هذا الشخص منذ وقت طويل، وسابقاً قيل: إن الحماقة أعيت من يداويها.. وأن الجنون داء لا يمكن الشفاء منه؛ فالحالة الميؤوس منها التي يعيشها العقيد معمر القذافي تجمع بين الحماقة والجنون؛ لتصنع شخصية معقدة التركيب.. مختزنة لكل الأمراض النفسية والسلوكية، والتي أفرزت العديد من الإشكاليات والمشاكل والتي لم تنحصر تأثيراتها السلبية على الشعب الليبي الذي ابتلي بهذه القيادة التي فرضت عليه بترتيب تُحسِن صنعه أجهزة المخابرات.
فالشعب الليبي الذي بدَّد ثروته العقيد، وجنَّدها لنشر الإرهاب في كافة أنحاء المعمورة لم يعد وحده الذي يعاني من أفعال العقيد المجنونة.. فبعد أن حاصره المتضررون من أفعاله الحمقاء، وفرضوا عليه دفع تعويضات مالية خرافية من أموال الشعب الليبي المغلوب علىأمره، التفت المفكِّر والقائد الضرورة والإنسان الذي لايقهر إلى جيران بلاده، وإلى الأيادي البيضاء التي عملت على تخليص الشعب الليبي من الحصار الذي فُرِض عليه نتيجة أفعال قائد الضرورة!! فقبل انبطاحه لأمريكا، ودفع مليارات الدولارات تعويضاً لجريمة إسقاط طائرة البان أمريكان فوق مدينة لوكربي في اسكوتلندا، ودفع تعويضات لفرنسا عن جريمة إسقاط الطائرة الفرنسية فوق جنوب الصحراء الأفريقية، التفت إلى من حاول إصلاح جنونه، وتصحيح أفعاله الحمقاء فاستدعى أعوانه المختصين بتدبير المؤامرات الإرهابية.. ورغم الانحدار الخلقي والطبيعة الإجرامية لهؤلاء الأعوان إلا أنهم دهشوا واستغربوا أن يطلب العقيد منهم أن يحيكوا مؤامرة لاغتيال سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، الذي هبَّ قبل غيره وجنَّد المكانة الدولية للمملكة لإنهاء الحصار المفروض على الشعب الليبي.. إلا أن هؤلاء الأعوان الذين لا عمل لهم إلا تدبير المؤامرات والفتن، ما كان لهم إلا الانصياع لطلب كبير الإرهاب، وفعلاً استدعى العقيد محمد اسماعيل أحد كبار رجالات المخابرات الليبية المختصين بتنفيذ مؤامرات الاغتيال وتكليفه كقائد لعملية الغدر، والذي عقد عدة جلسات وبحضور العقيد شخصياً مع المنافق عبدالرحمن العمودي الذي تكفَّل بتجنيد عدد من الإرهابيين عن طريق المارق سعد الفقيه، والذي من خلال لقائه بالعمودي في لندن أعطاه أسماء أربعة من الإرهابيين الذين اتفق معهم هاتفياً عبر شفرة خاصة يتعامل بها المارق الفقيه مع الإرهابيين الذين باعوا وطنهم للشياطين ليستغل العقيد محمد اسماعيل مناسبة الحج ويحضر للمملكة؛ حيث يلتقي بالإرهابيين الأربعة في مكة المكرمة ويقوم بتسليمهم الدفعة الأولى من ثمن سقوطهم في وحل الإرهاب.. وهناك يقبض على مبعوث الشيطان الليبي وأعوان المنشق الفقيه متلبسين بالجريمة النكراء التي أريد لها أن تنفذ على بطاح مكة المكرمة وضد رمز عربي كان ولايزال مدافعاً مخلصاً عن الشعب الليبي.
هكذا هو ديدن اللئام.. فالغدر طبيعة وطبعٌ لا يتغير، فبعد انبطاحه أمام أمريكا وفرنسا، ارتد العقيد المجنون لمن حاول انتشاله من وحل الحماقات والجنون وعض الأيادي التي امتدت لإنقاذ الشعب الليبي بإرسال كلابه المسعورة لنهش الشرفاء.
|