Saturday 25th December,200411776العددالسبت 13 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "تغطية خاصة"

الجمعية تحرص على تنظيمها الجمعية تحرص على تنظيمها
دور الأنشطة والبرامج الثقافية والفنية في دمج الأطفال المعوقين بالمجتمع

يأتي تنظيم مهرجان القرية التراثية الخيرية في إطار برنامج متكامل لدمج الاطفال المعوقين من منسوبي الجمعية، حيث تعد هذه المهرجانات واحدة من ابرز الأنشطة التي تساعد على دمج الأطفال المعوقين في المجتمع، ولذلك تولي الجمعية قضية الدمج أولوية كبيرة ومراكزها كافة لأنها تنطوي على أهمية بالغة في الحد من الآثار السلبية للإعاقة على الأطفال وعلى وجه الخصوص عندما يستكملون برامجهم العلاجية والتعليمية والتأهيلية في الجمعية، وتصير الإعاقة لا تشكل حاجزاً دون استكمال مراحلهم التعليمية في مدارس التعليم العام.وحقيقة الجمعية حققت في هذا الإطار العديد من النجاحات الكبيرة التي تدعو للفخر والاعتزاز، وتبين مصداقية وجدوى الجهود المبذولة في هذا الصرح الخيري الشامخ الذي ساهم بفاعلية خلال سنوات طويلة من العمل المخلص في تكوين مواقف إيجابية تجاه الإعاقة والمعوقين في المجتمع.
والجدير بالذكر أن الجهات المعنية في هذا الصدد لا تألو جهداً في التعاون مع الجمعية في تفعيل برامج الدمج بمدارس التعليم العام، وتعد وزارة التربية والتعليم والإدارة العامة للتربية الخاصة بالوزارة من ابرز الجهات في المساهمة بفاعلية في تفعيل قضية الدمج، وفي هذا الاطار يشيد على الدوام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة الجمعية بما تقدمه وزارة التربية والتعليم من مساندة ودعم لدمج الأطفال المعوقين من منسوبي الجمعية في مدارس التعليم العام، مؤكداً سموه انه ما كان للنجاحات التي حققتها الجمعية في هذه القضية أن تتم دون دعم قطاعات وزارة التربية والتعليم بتوجيهات معالي الوزير الدكتور محمد بن أحمد الرشيد ومتابعة من الأمين العام للتربية الخاصة بالوزارة الدكتور ناصر بن علي الموسى.وتجارب الجمعية في دمج منسوبيها في مدارس التعليم العام زاخرة بالدروس والعبر والنجاح والإخفاق والأمل والمعاناة، ولذلك من الأهمية رصدها وتسجيلها والاستفادة منها.
التجارب المستفادة من مركز الرياض
منذ أن استقبل مركز الرياض أول طفل في 29 محرم 1406هـ حتى الآن وعملية دمج الأطفال المعوقين من منسوبي المركز مستمرة عاما بعد عام.
وفي هذا الاطار يعد المركز محوراً رئيسياً من محاور الدمج في المملكة، وذلك من خلال تجارب امتدت لسنوات طويلة، ودروس مستفادة عديدة ومتنوعة تجعل منه مرجعاً مهماً في قضية الدمج التي يتم تفعيلها عبر برنامج متكامل يبدأ أولا ب:
1 - تحديد مدارس تغطي جميع مناطق الرياض بحيث يكون في كل منطقة مدرسة خاصة بالدمج تخدم الأحياء المحيطة بها، وتكون هذه المدارس مهيأة بقدر الامكان من ناحية البناء لتسهيل حركة الاطفال المعوقين وضمان سلامتهم.
2 - وضع برنامج تدريس لهذه المدارس من قبل لجان تدريبية متعددة في مختلف الإعاقات حتى يتم إعداد كوادر بشرية مدربة على التعامل مع المعوقين باختلاف إعاقتهم.
3 - تنظيم برنامج توعوي متكامل من محاضرات وندوات في هذه المدارس للتوعية بالإعاقة وأهمية تعاون جميع أفراد المجتمع لدمجهم.
4 - التعديل والتكيف في المناهج لتناسب إعاقة الأطفال، وعلى سبيل المثال إعفاء البعض من الكتابة والبعض من القراءة والاستعانة بالتطور التكنولوجي من حيث استخدام الحاسب الآلي والأجهزة الناطقة وغيرها كبديل.
ولنجاح ذلك تقوم الجمعية بالتعاون والتنسيق مع الإدارات التعليمية ومديري المدارس حيث إنهم القائمون بتطبيق هذه العملية والذين يقومون بوضع الخطط والإشراف على تنفيذها، فهم الجهة الموجهة والمشرفة، ومن خلال خبرتنا في عملية الدمج على مدى الأعوام السابقة فإن المدارس التي نجحت بها عملية الدمج هي التي لاقت دعماً من مديراتها ومعلماتها.بالإضافة إلى تأهيل المعلمين والمعلمات وتدريبهم للتعامل مع الأطفال المعوقين، كما أنه من أهم مقومات نجاح عملية الدمج تقبل طلاب المدارس لأقرانهم من الطلاب المعوقين ليكونوا معاونين لهم مساعدين؛ مما يعطيهم شعوراً بالأمان والتآلف ولذلك يتم تأهيلهم من خلال برامج توعوية عن طريق الندوات والمحاضرات، وأيضا من خلال وسائل الإعلام للتعريف بقضية الإعاقة بهدف تكوين مواقف إيجابية تجاه هذه القضية بين كافة أفراد المجتمع ومن بينهم طلاب المدارس في مختلف المراحل.
وهنا يأتي أيضاً دور أولياء أمور الأطفال المعوقين.. فإن لأولياء الأمور دوراً مهماً جداً في إنجاح عملية الدمج، فقناعتهم تنعكس على ابنائهم وعلى وجه الخصوص عندما نقوم بتسهيل الصعوبات التي تواجههم، من حيث قرب المدرسة لمسكنهم وتقبل الإدارة والمعلمين للطلاب وضمان عدم مضايقتهم من أقرانهم الأسوياء فإن دور أولياء الأمور سيكون إيجابياً وداعماً مهماً لعملية الدمج.
وتكون الجمعية فريقاً متكاملاً من الناحية الطبية والتعليمية والتأهيلية ليتابع عملية دمج الأطفال المعوقين بالمدارس، وهذا الفريق يعمل على حل المشاكل والصعوبات التي تواجه الطالب وولي الأمر والمدرسة التي يحول إليها الطفل سواء من ناحية المداخل والمخارج أو من الناحية التعليمية، وأيضاً بدعمهم بالوسائل التعليمية والخطط المدرسية التي توضع من قبل معلمة الطالب السابقة ليسهل على المعلمة أو المعلم عملية التعليم.كما أن الفريق الذي يتابع عملية الدمج يستمر في تقديم الخدمات حتى بعد سنوات من خروج الطالب والطالبة من الجمعية.
وهناك نماذج ناجحة للجمعية في دمج منسوبيها من الأطفال المعوقين بالمدارس فقد نجحنا بفضل الله على مدى السنوات الخمس الماضية في دمج ما يزيد على 500 طالب وطالبة من المعوقين في مدارس التعليم العام ومنهم الآن في المرحلة الابتدائية والمتوسطة ومنهم في الثانوي والجامعات كما التحق بعضهم بالعمل في الجمعية بعد تخرجهم.أما في مركز الجمعية بجدة فإن مركز جدة تمكن من إلحاق العشرات من منسوبيه من الأطفال المعوقين بمدارس التعليم العام وبمعاهد التربية الخاصة.. وهذا إنجاز يفوق الوصف أن يتم بفضل الله تعالى من جعل اطفال معوقين وقابعين في منازلهم إلى عناصر فعالة في المجتمع تتعلم وتدرس وتستكمل كل مراحل التعليم لتتمكن من العمل والمساهمة مثلهم مثل الأصحاء في بناء مستقبل بلادنا الغالية، وذلك هو الإنجاز الحقيقي الذي تحققه الجمعية عبر مراكزها المنتشرة في مختلف أنحاء المملكة.
وتواصلاً لتوثيق هذه النجاحات التي تتحقق على أرض الواقع نستعرض التجارب العملية الواقعية التي تم إنجازها في ابرز صروح مراكز الجمعية في طيبة الطيبة، وما تتضمنه من قصص إنسانية ممزوجة بالنجاحات والاخفاقات وأيضاً بالصعوبات التي تواجه دمج الأطفال المعوقين بالمدارس، إنها رحلة زاخرة بمواضع الألم والمعاناة ورغم ذلك تبشر بغد مشرق جديد.وفي مركز الجمعية بمكة المكرمة هناك العشرات من الأطفال المعوقين من منسوبي المركز الذين تم دمجهم وإلحاقهم بمدارس التعليم العام على مدى السنوات الخمس الماضية، وذلك بعد ان استكملوا برامج العلاج والتعليم والتأهيل بالمركز.وتجربة مركز الجمعية بالجوف في تفعيل الأساليب والوسائل العلمية المتطورة في عملية الدمج تعد نموذجا يُحتذى، وقد نجح المركز في دمج مجموعة من الأطفال المعوقين بالمدارس خلال العامين الماضيين وتم اختيار المدارس المناسبة لهم، وقد أدخل على هذه المدارس بعض التعديلات حتى تتناسب مع طبيعة إعاقة هؤلاء الأطفال الذين استطاعوا الاندماج والتكيف مع اوضاعهم الجيدة بنجاح ومواصلة تعليمهم بنجاح أيضاً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved