مجال التصميم الداخلي هو حقل مثير ومتجدد، يعنى بمعالجة المساحات الداخلية بحسن الاستغلال ل ( الشكل، الجوهر، الألوان)، والإضاءة التي تضفي على الحياة بداخل المنزل أو المكان قيمة وجمالا فالإنسان يقضي وقتاً طويلاً في الداخل، يفيق كل يوم من نومه وهو في نوع من المحيط الداخلي ليذهب بعدها إلى مدرسته أو مكان عمله أو عبادته، والذي هو شكل آخر من المحيطات الداخلية.
والمدة التي يقضيها الإنسان في الداخل هي أكثر منها في الخارج ولهذا فإن أي محيط لا بد له من التأثير على الإنسان سلباً أو إيجاباً، وهنا تأتي مهمة التصميم الداخلي والذي تكون مسؤوليته بداية في حسن استغلال المساحات بالشكل الاقتصادي المناسب لتوزيع الأثاث والكماليات الأخرى التي يكون لها التأثير الإيجابي على الساكن.
ولا بد من توافر الحس الاجتماعي والكوني الذي نعيش فيه، فبالإضافة إلى النواحي الجمالية وتأمين وسائل الراحة يعد ضروريا مراعاة التأثيرات البيئية التي تعمد إلى توفير الطاقة، والإقلال من التلوث وإعادة تدوير واستعمال المواد.
المصمم الداخلي لا بد له أن يأخذ التداخلات المحلية والكونية بعين الاعتبار، وكذا اتخاذ القرارات في تصميمه بناءً على كل من النطاق الواسع والضيق مراعيا في ذلك الاحتياجات المحددة والتي تختلف بين فرد وآخر وفئة وأخرى وكل ما له علاقة بالمجتمع الذي يكون فيه، فمجال التصميم المتجدد والمتغير لا بد له من مواجهة التحديات في جعل الأماكن التي نعيش فيها أكثر تشويقا وراحة وتهيئ للإنتاجية المناسبة.
وتحقيق ذلك يأتي من خلال التعامل مع المتداخلات من الأثاث والإضاءة والألوان والمواد وربط ذلك بالسلوك الإنساني.
التعليم في هذا المجال يجب أن يستهدف تحقيق أعلى المستويات من الإبداع والمقدرة لمواجهة المتطلبات الفنية المعقدة، فهناك حاجة ماسة إلى تنظيم هذا المجال بالمواصفات القياسية والنوعية لتحديد المستويات الدنيا المقبولة، وإذا ما تحقق ذلك فلا بد من وجود الكفاءات التصميمية التي يؤمل أن تكون ثمرة من ثمرات مساعي جامعة الأمير سلطان الأهلية.
التصميم الداخلي هو جزء من حلقة ذات دائرة واسعة تتداخل فيها تخصصات مختلفة كالتصميمات العمرانية والمدنية والالكتروميكانيكية والتصميمات الخارجية، وهو من أجل ذلك جزء مكمل هام إذ إن علاقته بالمقيم في ذلك المبنى سواء كان ذلك منزلاً خاصاً أو مكتباً أو مستشفى أو فندقاً أو قاعة محاضرات أو مطاراً أو غير ذلك علاقة مباشرة إذ تعتبر مهمة المصمم التغليف النهائي لذلك المنتج ألا وهو مكان العمل أو السكن.. إلخ.
وإدراكاً لذلك، فقد بدأ التصميم الداخلي يأخذ أهمية منذ العام 1960م وما زال، إذ بات التصميم الداخلي أحد أهم العناوين المعتبرة لأولئك الذين يريدون حسن استغلال مساحاتهم الداخلية المتاحة.
وإيمانا بحاجة سوق العمل السعودي إلى هذه المهنة يسجل لجامعة الأمير سلطان الأهلية في بداية العام الدراسي 1425 - 1426هـ أن عمدت إلى فتح قسم جديد يعنى بتدريس هذا التخصص.. واعتمدت له برنامجا عالي التطور.
وانعكس أهميته لدى الطالبات في انضمام 145طالبة إلى هذا القسم بمجرد افتتاحه، 32 منهن انتقلن من تخصصات أخرى من داخل الجامعة و113 مستجدات، قدمن للانخراط في دراسة هذا التخصص الجديد.
وقد هيئت كافة الوسائل من جهاز تدريس، معدات، صفوف، وأماكن عرض للتصميمات وغيرها من الأمور التي تهيئ الجو المناسب للدراسة في هذا المجال.
(*) معلمة ومنسقة التصميم الداخلي بجامعة الأمير سلطان |