جميل أن تنداح مشروعاتنا الاقتصادية المختلفة في كل مكان، داخل الوطن وخارجه، لأن الاقتصاد عصب الحياة المادية ودعامتها التي تنهض عليها.. والمال وتوظيفه التوظيف السليم يحقق لأصحابه الغنى والدعم للوطن، والبلاد القادرة، إذا توافر فيها المال والعقول والخبرات، تحقق لها نهوض يرقى بحياتها في مختلف مجالات الحياة بعون الله وتوفيقه!
* والوجيه الشيخ عبدالرحمن فقيه، رجل منفتح الذهن، والذي يراه دون مخالطته، قد لا تبدو عليه سمات التفتح الطموح ولاسيما في التجارة والاقتصاد، غير أن الدوافع للارتقاء نراها في أنماط من الرجال أعرف بعضهم أخياراً من أخيار، ومنهم الشيخ علي الجفالي الرجل الشهم الكريم مد الله في حياته!
* الشيخ عبدالرحمن فقيه، وهذه الكتابة ليست عن مشروعاته الطموحة ونجاحه الكبير، ولعله وقد بدأ من تربية الدواجن، ثم تلك الأبراج المعمارية المطلة على الحرم المكي الشريف، إلى المشروع الضخم في جبل عمر... الخ.
* وحين يقرأ الوجيه هذا العمود من خلال - الجزيرة - ويقف على ما فيه, وقد يظن أن أبا مدين تذكره، فأراد أن يثني على أعماله الاقتصادية الطموحة في البلاد، وحين يصل إلى أن هذا الحديث ينتهي عند وجبة - الطازج - سوف يضحك ملء فيه، ويضحك معه من حوله من جلسائه!
* ولا ضير أن يكتب كاتب عن خطأ، ليرجو معالجته مهما كان يسيراً.. وحكايتي مع - الطازج - اليوم، كانت في الاسكندرية، فرع الغرفة التجارية قرب محطة الرمل، في الساعة الخامسة مساء، من يوم الجمعة 3-12-2004م حيث وقفت على البائعة، وهي فتاة صغيرة اسمها (نهى)، وطلبت إليها وجبة من الطازج، لكني رجوتها أن تستبدل علبة البيسي كولا، بزجاجة ماء.. فرفضت!
* لعل هذا الرفض هو مربط الفرس، ولعل ضحكة الفقيه سوف تتوقف، لو وضع نفسه مكان - زبون - منع من شرب المياه الغازية، غير أنه يجبر على ذلك، أو يدفع قيمة زجاجة ماء.. والمضحك حقاً، أن البديل للبيبسي، الذي عرض - هو صحن أرز - ولابد أن يعترض الشيخ الفقيه: وما الفرق بين زجاجة ماء وصحن أرز؟ ولماذا لا يكون هناك خيار أو فقوس كما يقال؟
* هذا ما وددت إيصاله إلى الوجيه، لأنه تصرف في إكراه، وماذا أصنع بحفنة أرز، وعندي بطاطس مقمرة؟ وانتهت الحفلة بشراء زجاجة ماء - سيوه - وآخذ صحن الأرز أو أتركه وقد دفعت قيمته، وكنت أود أن يكون ثمة مسؤول في هذه المنافذ، يحل هذه المعضلات البسيطة، ولاسيما أن البائعة فتاة، لا تستطيع التصرف، ولم تجنح إلى مرجعيتها كي تستشيرها، إلا إذا حزبت الأمور، ومثلي في هذه الأمور، يقبل أن يكون مغلوباً، لأن الأمر غير محرز، كما يقول أصحابنا اللبنانيون!
* ولعلها فرصة - صحن طازج - يفتح الشهية، وهو بحق لذيذ، للحديث عن الوجيه في طموحاته ومشروعاته، ومحاولة معالجة أمور صغيرة، فيها شيء من كرب، بفرض الرأي الفج، وهو خيار صعب، عندي وعند أمثالي، كمن يُكره على ركوب الأسنة، وبئس المركب!
|