* بغداد-رويترز:
اتهم عدنان الباجه جي السياسي العراقي البارز الذي شغل يوماً منصب وزير الخارجية أمس الأول الخميس واشنطن بالتدخل في الشؤون العراقية بالإصرار على إجراء الانتخابات في موعدها في 30 من يناير كانون الثاني القادم بغض النظر عن كيفية إجرائها.
وقال الباجه جي الذي كان وزيراً للخارجية قبل وصول صدام حسين إلى السلطة: إنه يرى غرابة في أن الولايات المتحدة وإيران الذي يفترض أنهما عدوان اتفقا على ضرورة إجراء الانتخابات العراقية الشهر القادم.
ودعا ساسة وزعماء دينيون عرب من السنّة من بينهم الباجه جي إلى تأجيل الانتخابات ستة أشهر وهم يجادلون بأن العنف الذي يجتاح البلاد لا يتيح إمكانية إجراء انتخابات حرة.
وأبلغ الباجه جي رويترز أن الأمر الغريب هو أن الولايات المتحدة وإيران اللتين تختلفان في كل شيء تتفقان على قضية إجراء الانتخابات في 30 من يناير.
وقال الباجه جي: إنه ليس من شأن الولايات المتحدة أو إيران أو أي دولة أخرى الحديث عن تأجيل الانتخابات أو الالتزام بإجرائها في موعدها.
وتابع أن العراقيين يشعرون بالاستياء من هذه المحاولات، حيث تتبادل دول أجنبية الرأي في هذه القضية.
وأضاف أنه من الأفضل ترك العراقيين يتفقون فيما بينهم لأن المحاولات الخارجية قد تحول دون التوصل إلى اتفاق.
وقال الباجه جي الذي أنشأ حزباً سياسياً باسم تجمع الديمقراطيين المستقلين بالعراق لخوض الانتخابات: إنه مازال يجري محادثات مع زعماء سياسيين شيعة بشأن احتمال تأجيل الانتخابات.
ومن المتوقع أن يحل الشيعة وخصوصاً التحالف الذي يرأسه المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الحزب الذي انشئ بالمنفي في إيران في المركز الأول في الانتخابات ليعكس حجم الأغلبية الشيعية بالعراق الذين يشكلون 60 في المئة من السكان. ولكنّ الباجه جي وآخرين يجادلون بأنه مادام أناس كثيرون وبشكل خاص المناطق في السنية التي يجتاحها العنف بالبلاد قد لا يستطيعون الإدلاء بأصواتهم فإن النتيجة ستكون محرفة ولا تعكس التركيبة السكانية للبلاد بشكل حقيقي.
وقال السياسي العراقي البارز: إنه إذا كانت نسبة من سجلوا أسماءهم للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات بلغت 70 في المئة في شمال البلاد و80 في المئة في الجنوب وأقل من 10 في المئة في المناطق الأخرى فلن يكون هناك توازن وسوف يعطي ذلك صورة مزيفة لحقيقة الوضع بالعراق.
ومضى يقول: إن حزبه يعتقد أن الفوز بانتخابات معيبة لا يعد نصراً حقيقياً. وتملص الباجه جي من الرد بإجابة حاسمة على سؤال عن احتمال تأجيل الانتخابات التي تصر الولايات المتحدة والأمم المتحدة وجماعات أخرى على أن تمضي قدماً.
وقال الباجي: إنه لا يعرف ان كانت الانتخابات سوف تؤجل وتابع أن هناك محاولات مستمرة مع جميع الأطراف حتى مع (أشقائنا) الذين يعتقدون أنهم سيفوزون بهذه الانتخابات.
|