Saturday 25th December,200411776العددالسبت 13 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

المنشود المنشود
المدرسة المليون للبنات !!
رقية الهويريني

الزميل اللطيف صاحب الريشة الساخرة هاجد.. لديه تميّز رائع في التعليق على رسوماته بصورة معبرة وطريفة! وبات من المؤكد أن عبارة الرسام الساخر قد تعبر عن الفكرة بدقة أكثر من عدة مقالات أو تحقيقات صحفية !! وهي فرصة أن أشيد برسومات المبدع هاجد وذكائه وثقافته الواسعة وشعوره الوطني النبيل.
وقد اطلعت على الكاريكاتير المنشور يوم الأحد 18 شوال حيث رسم مدرسة تمثل مبنى مستأجراً (فيلا) وقد عُلقت عليها يافطة طويلة تحمل اسم إحدى مدارس البنات وجاء الاسم (المدرسة الابتدائية الثالثة والثلاثون ألفاً وخمسمائة وأربع وعشرون) وهو بهذا يتوقع أن تصل أعداد مدارس البنات إلى هذا الرقم المخيف !
ومن الطريف - فعلاً - توقعه أن تظل المدارس المستأجرة شاهداً على إنجازات - إحباطات الوزارة !!
وإن كان المرور قد حلّ الإشكال بأرقام السيارات حيث جعلها تحمل حروفاً وأرقاماً تشكل تعريفاً لكل سيارة، لذا فإنني أجده من المناسب أن أطرح على وزارة التربية والتعليم - وهي تواجه ورطة في تركة الرئاسة العامة لتعليم البنات - فكرة تسمية وترقيم مدارس البنات وذلك حسب الأحياء، ولنأخذ مثلاً:
ابتدائية حي السلام الأولى، ابتدائية حي السلام الثانية، الثالثة... ابتدائية حي الصحافة الأولى، ابتدائية حي الصحافة الثانية، الثالثة... متوسطة حي المربع الأولى، الثانية، الثالثة، ثانوية حي السويدي الأولى، الثانية... وهكذا... وإذا ما علمنا أن كل حي لا يمكن أن يستوعب أكثر من خمس مدارس ابتدائية، وثلاث مدارس متوسطة، وثانويتين فإنه يكون من السهولة كتابة اسم المدرسة وحفظها لا سيما أن المدارس الابتدائية في مدينة الرياض فقط قد تجاوزت حالياً (450) مدرسة.
وكما هو معلوم فإن ازدياد عدد السكان بالعاصمة سيُضاعف من عدد المدارس. ويصعب تسمية المدارس بأسماء أمهات المؤمنين والصحابيات لكثرة عدد المدارس، ولعل اسم المدرسة منسوباً للحي السكني يجعل من السهولة تداوله وكتابته حتى في دفاتر التلميذات، ولك أن تعلم أن تلميذة الصف الأول لا تستطيع حفظ اسم مدرستها بالأرقام وتتعثر في نطق هذا الكم الهائل من الخانات التي وصلت إلى المئات، وهي لا تزال تلثغ بحروف فئة العشرات إن لم تكن الآحاد !!
وهي دعوة إلى وزارة التربية والتعليم، والتي تفتقر إلى إدارة للعلاقات العامة (تُجيد) التجاوب مع ما يُنشر في الصحف أو ما يتناقله الناس!! بل إن لديها حساسية للنقد وضعفاً في التجاوب وانصرافاً عن المشاركة! وتفضل دائماً المثل القائل: (الصمت حكمة) إلا أن الصمت ليس حكمة في جميع المواضع والأحوال، هكذا تعلمنا من أمهات الكتب خارج أسوار المدرسة وليس من المناهج المستوردة، آنذاك.. والكوادر التعليمية المستأجرة، والفصول الضيقة والجدران المتشققة، والسبورات المتخددة، والمقاعد ال(....) في الحقيقة لم يكن في ذلك الوقت مقاعد للطلبة ليمكن وصف حالها ..!! بل كان الطلبة يحضرون معهم صناديق الشاي الخشبية ليتخذوا منها طاولة يكتبون عليها، وهم يجلسون على الأرض.
ولتعذرني الوزارة حين أنتقد وأنا من منسوباتها، ومحبيها، وأبنائي من طلبتها، وعلى مقاعدها، فما برحت من المتطلعين إلى غدها الأجمل الذي لا زلنا ننتظره، ونعتب على تأخره!! ولهذا نكتب، و(هاجد) يرسم، وصحفنا تنشر. فالصحافة ليست أدوات تبجيل وتجميل وتفخيم، بل آليات نقد ومراجعة ومراقبة لكل عمل عام، أو لمن يعملون في الشأن العام.
وعلى الوزارة أن تتوقع وهي تعمل في الشأن العام الكثير من النقد سواء لمناهجها أو مبانيها أو لتجاوزات بعض منسوبيها !! هذا عدا أن حمل هموم الأمة وتربية أجيالها يعد من باب الأمانة العظمى.
فمتى تتحقق الأحلام، وعلى غير المعتاد، لا نصل هذه المرة - أيها الوزير - إلى المدرسة... المليون !!

ص. ب 260564 الرياض 11342


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved