يكاد فناننا محمد عبده.. صاحب الصوت المجسم أن يحقق لنفسه مركزاً كبيراً باهتمامه بالعديد من الألوان الشعبية.. وتغنيه بها محتفظاً بأصولها.. مبقياً لقواعدها مما شد إليه الكثير من المعجبين.. في الوقت الذي لم يستطع من هم قبله أن يحققوا ذلك النجاح في الأغنية الشعبية وهنا أتذكر أول عمل فني من التراث الشعبي قدمه هذا الفنان في أغنية (ترحب بغيري) وإن لم يكن هو صاحب المحاولة إذ حققها له الموسيقار الكبير طارق عبدالحكيم إلا أنها كانت إشارة بدء استطاع من خلال اقتناعه بتلك الأغنية.. وبما حققته من نجاح أن يولي الفن الشعبي (الفلكلور) الكثير من التفكير الجدي في تحقيق العديد من الأعمال (الفلكلورية) فشرع على تحقيق الكثير من الأغنيات وإخراجها في إطار شعبي يشد بإيقاعاته الحية.. ونغماته المتجانسة مسامعنا فاستطاع أن يخرج أغنيات شعبية أذكر منها (ثلاث أيام) لا تحسبني، غريب، كفاني عذاب، حياتي.
هذه الأغنيات التي نالت الإعجاب الكبير.. استطاعت أن تشد إليها الكبير والصغير.. وتجعل من هذا الفنان حديث كل وسط ومجتمع.. وهذا الفنان وبما يحققه من نجاح تلو النجاح مستغلاً بذكائه ورهافة ذوقه في ملاءمة الصورة اللحنية ومع الكلمة الشعبية.. السهلة في معانيها العميقة في مدلولها.. وهنا تحقق لهذا الفنان ريادة الأغنية الشعبية والتربع بكل ثقة واطمئنان على قمة هذا اللون.. بأداء فيه تفاعل مع الكلمة.. وتوافق نغمي مع الجمل الموسيقية.. وهنا لا يسعنا إلا أن نشد بإعجاب على يد هذا الفنان.. متمنين له دوام التوفيق والنجاح آملين أن يكون ذلك حافزاً للفنانين الذين لم يولوا لهذا اللون شيئاً من الاهتمام.
|