كوبا تطلق سراح أسرى عملية خليج الخنازير

في مثل هذا اليوم من عام 1962 عاد آخر الأسرى الأمريكيين البالغ عددهم أكثر من 1000 أسير، والذين أسروا أثناء عملية خليج الخنازير في كوبا، إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عيد الميلاد. فقد وافقت الحكومة الأمريكية على دفع فدية قدرها 53 مليون دولار أمريكي على شكل أطعمة وإمدادات طبية جمعت من أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، مقابل إطلاق سراحهم. وبدأ الجسر الجوي لنقل الأسرى في يوم 23 ديسمبر عندما استقلت مجموعة قوامها 107 أسرى طائرة من طراز DC6 من القاعدة الجوية الموجودة بالقرب من هافانا. ولكن بعد أربع رحلات توقفت العملية بسبب حلول الظلام، مما أصاب الآلاف من أقارب الأسرى بالهلع. وفي صباح اليوم التالي استؤنفت الرحلات، ومع نهاية اليوم عاد كل الأسرى البالغ عددهم 1113 أسيراً إلى وطنهم.
وقام حشد مكون من 10.000 منفي كوبي بالترحيب بكل من يصل إلى الأراضي الأمريكية. واستطاعت قوات الشرطة والجيش بصعوبة كبح جماح الجماهير المحتشدة. وقد كان إطلاق سراح أسرى خليج الخنازير ثمرة المباحثات التي استمرت لمدة عام كامل بين الحكومة الكوبية والمدعي العام عن مدينة نيويورك جيمس بي دونوفان بالنيابة عن أقارب الأسرى. واستطاع دونوفان إقناع الزعيم الكوبي فيدل كاسترو بقبول إمدادات الدواء والطعام بدلاً من النقد مقابل الأسرى. وطلب كاسترو أن يتم تسليم خمس هذه الإمدادات قبل عيد الميلاد. وسلمت أول دفعة في 23 ديسمبر بواسطة الطائرة الأمريكية (أفريكان بايلوت). وكان من المتوقع أن يستغرق التسليم الكامل للقائمة، المكونة من 10.000 بند التي تبرعت بها الشركات والمنظمات القائمة في أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، شهوراً عديدة.
وقد وقع هؤلاء الأسرى في الأسر أثناء عملية الانقلاب الفاشلة المسماة بخليج الخنازير في 17 إبريل عام 1961 والتي تم تمويلها من قبل الحكومة الأمريكية.
وقد سحقت قوات فيدل كاسترو قوات الغزو خلال أيام قليلة، وأسرت عدداً كبيراً من الغزاة. وحكم عليهم بالسجن 30 عاماً في محاكمة أجريت في هافانا. وبعد إصدار الحكم أضافت المحكمة دفع فدية قدرها 62 مليون دولار للإفراج عنهم. وقام المنفيون الكوبيون في الولايات المتحدة بترتيب عودة 60 أسيراً مصاباً مقابل مبلغ 2.5 مليون دولار. وظل الباقون في الأسر منذ ذلك الحين.