Friday 24th December,200411775العددالجمعة 12 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مدارات شعبية"

صور من الصحراء صور من الصحراء
مشعل الجبوري

(المنيحة) و(الفقرة)
تجربتي في البادية في عشرة الأعوام الأولى من عمري لا تختلف عن تجربة أي شخص عاش في الصحراء وأستطيع القول :إن هناك فوارق كثيرة بين البادية والمدينة. ومن أهم هذه الفوارق أن ابن البادية يعيش في الصحراء وفي بيوت الشعر وشغله الشاغل أن تكون إبله ومواشيه في حالة جيدة وفي أرض خصبة، وبذلك يكون في راحة تامة وأبناء البادية كثيرو الترحال يجتمعون في أوقات الصيف على الآبار ويزورون بعضهم البعض متحابين ومتآلفين بعكس ما نراه اليوم وهناك بعض العادات لديهم في مساعدة المحتاج مثل:
الركوبة: إن الشخص الذي لا توجد لديه وسيلة نقل يعطونه جمالا ليرحل عليها وتسمى عندهم هذه العادة (الركوبة) وتبقى الركوبة عند من يحتاجها حتى يستغني عنها.
والمنيحة: كذلك عندما يكون الربيع وهناك شخص لا يوجد عنده أغنام فإنهم يعطونه أغناما يحلب منها وتسمى هذه العادة (المنيحة) وتبقى هذه الأغنام حتى تغرز وينتهي موسم الربيع ثم يقوم بإعادتها إلى أصحابها شاكرا فضل الله ثم فضلهم وأغلبهم يترك الخروف له فيتكون لديه عدد من الأغنام.
الفقرة: وهناك عادة طيبة وهي عندما يكون جارهم محتاجاً ولا عنده إبل فإن كل واحد مقتدر منهم يعطيه ناقة من الإبل ويقولون له: خذها على فقرتها ومعنى ذلك أنهم يعطونه الناقة وهي (خلفة) عندما تلد فيحلبها طوال السنة وعندما تلقح في السنة الثانية يكون حوارها القادم له حلالا خالصا وما يلبث فترة حتى تجد أن هذا الجار جمع عدداً كبيراً من الحيران وعندما تصبح (مفاريد) أي عمرها عام يرجع النياق إلى أهلها وقد أصبحت المفاريد ملكا له وتصبح إبلا في السنة الأخرى.
صورة شعرية للفارس الشاعر خلف الأذن:
هذه الصورة الشعرية الصحراوية المتمثلة في البرق تعطي دلالة واضحة على أن أبناء الصحراء يتشوقون لمشاهدة البرق لأنهم يعرفون جيدا أن وراء البرق مطرا ولهذا يرددون قول الفارس والشاعر خلف الأذن:
عندما شاهد البرق وهو ينوض:


بين دليل البدو طلابة المال
واقفت رعاياهم تسابق قعدها
كريم يابرق سرى يشعل اشعال
بالمزنه اللي قام يرزم رعدها
من وبلها (غدفا) ووادي (المرا) سال
والضبعة اللي ضاع باسمه ولدها
ومنها (الدميثا) سيلها يركب الجال
وخبرا (المقنع) تبهج اللي وردها
و(البردويل) الموج غاد له ظلال
و(طريف) ملا (دوقرا مع جلدها

إن هذه الصورة الشعرية جاء فيها ذكر عدد من الأماكن، وموارد البادية في الشمال مثل وادي المرا الذي يقع بين حزم الجلاميد وطريف ويتجه شمالا وكذلك قال: الضبعه وقصده أم وعال تقع شرق طريف والدميثا كذلك شمال طريف وكذلك خبرا المقنع والبردويل ودوقرا.
الصورة الأخيرة:
مع حنين الإبل وازدحامها على مورد الماء يرتفع صوت الراعي وهو يجذب الدلو من البئر وما أروعها من صورة صحراوية معبرة يختلط بها صوت الراعي مع حنين الإبل مثل قوله:


وش ها العجاج الثاير
حيل وتطرد عشاير
وضحا وسنامه عالي
وردت على ام وعالي
الوضحا لا تلطمها
صبوا على برطمها
وضحا تضد حوير
هذي حلايا نوير
يا مرحبا بالابلي
مجوزات الخبلي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved