Friday 24th December,200411775العددالجمعة 12 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

حول موضوع يا منتخبنا.. يا منتحبنا حول موضوع يا منتخبنا.. يا منتحبنا
الرياضة السعودية بعيدة عن الإرهاب ومحاولات الربط بالية وواهية!!
خسرنا بطولة الخليج 14 مرة فما الغرابة ليصفها السالمي بالنكسة!!
سلطان المهوس

(حدّث العاقل بما لا يليق فإن صدّق فلا عقل له)!!! تراءت أمام خاطري هذه العبارة الصريحة التي درجت لتصبح مثلا يبين للإنسان نوعية التفكير العقلي لدى الآخرين عندما قرأت موضوعا يشخص فيه حماد السالمي أسباب تراجع مستوى الرياضة السعودية، وقد أبرز الموضوع ليحتل الصفحة الأولى في الملحق الرياض (السبت 11-11-1425هـ) تحت عنوان (يا منتخبنا.. يا منتحبنا..؟!!) إيمانا من الجزيرة وكعادتها في حرية الرأي والطرح.
قرأت موضوع السالمي أكثر من مرة لأني في كل مرة أزداد تعجبا واستغرابا من هول ما أقرأ حيث تتضح الرؤية الفكرية داخل وجدان السالمي وتبدو متلهفة لكل حدث سلبي جديد يصيب المملكة العربية السعودية ليسارع وبدون تمحيص واستدراك لكشف توجهه الذي غاب عن الكثيرين ممن تعاطفوا مع بعض أطروحاته حول مسببات الإرهاب الداخلي والكثير من القضايا الاجتماعية!! تنفيس فكري غريب لتوجه مزمن دأب السالمي على ترديده خلال مناسبات عدة حتى غدا علامة فارقة لمواضيعه وأطروحاته التي تدور حول فلك واحد وهدف واحد وهو تشويه صورة الدعاة ومدارس التعليم العام تحت ذريعة الغلو والتطرف والتشدد!! بدأ السالمي - عافاه الله - موضحا أن شرارة تراجع الرياضة السعودية قد بدأت قبل مونديال 2002م الذي أقيم في اليابان وكوريا مضيفا أن الكرة السعودية في خطر منذ سنوات التألق!!
لا أعرف كيف يمكن أن نصف إنجازات منتخب رياضي يحقق كأس آسيا ثلاث مرات (84م - 88م - 96م) ويحتل الوصافة الآسيوية مرتين (92م - 2000م)؟! فالسالمي يوضح للقراء أن تلك الإنجازات والزعامة الآسيوية هي شرارة التراجع الرياضي!! وأن علينا أن نحتل المراكز الأخيرة لنكون مُقنعين في سياساتنا الرياضية ومنهجيتنا الرياضية!!
التأهل لنهائيات كأس العالم ثلاث مرات (94م - 98م - 2002م) هو في نظر السالمي غطاء وستار وهمي يخفي عيوبا رئيسة داخل منهج التخطيط الرياضي وأن مسألة الوصول للعالمية هي من باب ضربات الحظ والصدف!!
الحصول على دورة الخليج (94م - 2002م - 2003م) هو نتاج العمل العشوائي والتخبط وسوء مستويات الآخرين طبعا في نظر السالمي الذي يصف الإنجازات السعودية الرياضية بأنها شرارة أشعلت القنبلة وما أدراك ما القنبلة خروج من دورة الخليج الـ17!!
لن أكتب عن بطولة العرب ولن أكتب عن الأولمبياد لأن الشرارة ستكبر وستكبر ويا لها من شرارة مميزة ورائعة إذا كانت بطعم ورائحة الصعود للمنصات وإعلاء كلمة التوحيد وتشريف الوطن فوق هامات الدول.
السالمي كان أمينا وهو يكشف أنه كان قد حذر من دخول الرياضة النفق الخطير - في نظره أن الخروج من دورة الخليج نفق خطير بينما الإنجازات السابقة غير مجدية - انطلاقا من التهميش المتعمد أحيانا للرياضة البدنية والكروية في سياق التعليم العام!!
يقول السالمي - وأرجوكم تمعنوا جيدا - (لكني على يقين تام أن (نور) الذي أساء السلوك في مباراتين في الدوحة هو نتاج لمن يعمل منذ سنوات عدة على إطفاء كل شمعة مضيئة على أرضية الكرة السعودية وإذا أردتم معرفة من يكون هذا فاذهبوا فورا إلى مدارس التعليم العام واسمعوا الأشرطة الصوتية التي تقدم للطلاب مجانا باسم الدعوة والصحوة وانتبهوا إلى ما يرسل تباعا على منبر الجمعة.. إلى أن يقول إنها حرب المغالين والمتشددين والمتطرفين ضد الدورات الرمضانية والمسابقات الرياضية وضد المنظمين والمديرين واللاعبين وبالخصوص نجوم الكرة)!!
حقيقة أستغرب أن تكون النرجسية والذاتية للتوجه الشخصي مطرقة تهدم كل شيء.. كل شيء من أجل فرضية خيالية امتزجت لتشكل أبعادا خطيرة تؤكد أن هناك شرخا تتصاعد حدته للوصول إلى غاية ومصلحة على حساب العقل والمنطق والإدراك وقبل ذلك على حساب الموازنة الحقيقية بين المسببات والنتائج!
السالمي وجد العذر ل(نور) وليته كتبه قبل قرار الإيقاف حيث كتب أن بعض خطباء الجمعة والأشرطة الصوتية الإسلامية والدعاة ومدارس التعليم العام كانت هي السبب في طرد محمد نور مرتين!! لقد كان محمد نور - في نظر السالمي - إنسانا حريصا على السير وفق خطة الإعداد الفكري الدعوي في المدارس والمنابر والصوتيات!! ولهذا تم طرده مرتين!!
ونسي السالمي أن يسرد سيرة محمد نور الاجتماعية والتعليمية حتى يعطي القارئ مزيدا من المصداقية!! والحقيقة أنه اختار الطريق الخطأ ليصل إلى هدفه وهنا لا يمكن إلا أن نحترم ونقدر محمد نور الإنسان المسلم الإنسان السعودي ومن واجبنا أن لا نقحمه في أمور بعيدة عن شخصيته وحياته!!
يعود السالمي مرة أخرى مواصلا السير للوصول إلى قشة ولو كانت صغيرة يثبت فيها بقاءه حيا في موضوع ومسببات خيالية خالية من الدلائل الواقعية والبراهين المثبتة حين يكتب (وربما وصل الأمر بأحد المنبريين والصوتيين في (الشريط الإسلامي) إلى تفسيق وتكفير هذا اللاعب أو ذاك)!!
اتهام يجدر التوقف عنده ومساءلة كاتبه عن الأدلة المادية التي يمتلكها لإثبات كلامه عن الخطاب المنبري الإسلامي في السعودية وعلى السالمي أن يكون أكثر شجاعة وليظهر دلائله التي آمل أن تكون واقعية ولا انسى أن أذكر أن الحديث هو عن الرياضة السعودية واللاعبين السعوديين فقط!!
يقول السالمي في مقطع آخر.. انتشرت ثقافة (الدعوة والدعاة) في الفصول المدرسية!!
وللأسف الشديد أن الدعوة إلى الله وإلى التعاليم الإسلامية أصبحت في نظر - السالمي - ثقافة وليست ركيزة أساسية ومعتقداً أبدياً للإنسان المسلم قال تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ..} الآية، ولا أعرف كيف يتم توزيع المصطلحات اللغوية بهذا الإهمال الواضح؟!
يقول السالمي أيضا وأرجوكم تمعنوا مرة أخرى (أن النكسية التي منيت بها الكرة السعودية في خليجي (17) - لا حظ يقول خليجي (17) - هي نتيجة حتمية مستحقة لحملات قاسية جدا من التشويه والتكريه وحتى التجريم كرست وما زالت تكرس ضمن نسق ظهر الخطاب الديني المتشدد عبر ربع قرن كان من نتائجه شيوع فكر التطرف وظهور عمليات العنف والممارسات الإرهابية ضد الدولة والمجتمع ثم ها هي الرياضة السعودية بحسبانها مشروعا وطنيا عظيما له منجزاته ومستحقاته في الداخل والخارج تُمنى بنكسة كروية لا يمكن أن تعالج بمعزل عن مسبب رئيسي وهو الفكر المتشدد المضاد لمشروع وطني رياضي جاء ليستوعب الشباب من الذكور فقط ويحقق طموحاتهم).
إسقاط في غير محله وتداخلات غير مفهومه وترابط مخجل في الأحداث والنتائج وغياب في المعلومة ولخبطة في الوصف وجنوح عن الحقيقة والواقع وتنفيس مكشوف ربما لا يحتاج مني إلى تعليق لأني أثق كثيراً بعقلية القارئ والمواطن السعودي المثقف الذي لا يمكن أن يُبحر مع أمواج عاتية ورياح من الكلمات المتبعثرة وليلٍ من التداخلات المظلمة ولذلك سأكتفي بعدم التطرق لما ورد أعلاه وإلا فالمنتخب خرج من الدور الأول لنهائيات كأس آسيا وبمستوى فني أقل وبظروف تدريبية أسوأ فهل غاب الخطاب الديني والصوتيات والدعاة وغيرهم من تهمة الخروج من كأس آسيا الأخيرة أم أن السالمي لم يعلم أن هناك بطولة آسيوية وفاته استغلالها!!
يقول السالمي ناصحا لإعادة الكرة السعودية للقمة (إذا أردنا كرة سعودية دائما في القمة دون تذبذب أو نكوص ونكوس فلنا في التجربة العمانية مثال جيد)!! ولا أدري عن المعلومات التي يمتلكها السالمي حول منهجية السياسة الرياضية في عمان حتى يتحفنا بها لأن قادة الرياضة السعودية لا يستطيعون تحديد سياسة التطوير الرياضي وكل ذلك بسبب خسارة كأس خليجي (17) الذي سبق وأن خسرناها أكثر من أربعة عشرة مرة!!
يوجد في المملكة 153 ناديا رياضيا تتمتع كلها بهامش من الحرية المتزنة في مختلف الأنشطة المنصوص عليها تحت إشراف ومظلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي يقودها الرجل المخلص الأمير سلطان بن فهد ويكفي الأندية الرياضية فخرا أنها لم تنجب إرهابيا واحدا منذ نشؤها ولم تستوعب متطرفا أو متشددا بل فتحت الباب على مصراعية لإيجاد مناخ حر يجمع الرياضة والثقافة. وإذا كان السالمي يتهم الدعاة وبعض خطباء المنابر ومعلمي المدارس ويحملها وزر نكسة الكرة السعودية التي لم تنتكس لأن خسارة بطولة لا تعني شيئا ولكن من باب ركوب الموجة واستغلال الحدث. أقول إذا كان لدى السالمي رياضي واحد لديه توجه إرهابي أو غلو أو تطرف فليأت به وأنا ومن منبر الجزيرة اتحداه بذلك. فالرياضة السعودية تعمل وننتج وفق رؤى واضحة متزامنة مع السياسة العامة للقيادة الرشيدة التي تعمل وفق الشريعة الإسلامية. أما إدخال الرياضة في دهاليز مسببات الإرهاب وغيره فهي إسقاطات هشة مكشوفة آمل أن لا تعود الظهور مرة أخرى .


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved