(الصبر جميل).. عبارة رددتها كوكب الشرق في إحدى أغنياتها الخالدة.. ومازال لها صداها الواقعي في الكثير من أوجه حياتنا، ولا سيما واقعنا الفروسي!!
.. وقبل الاسترسال أقول: إن بعض أسماء الخيل المركبة أصبحت - فيما يبدو - مدعاة للتشاؤم بعد تحويل راعي (محبوبة زيدون) اسم مهرته البطلة من الاسم المشار اليه الى (غضية) ولقد كنت ممن فرحوا بفوز غضية باسمها الجديد. فهذا الاسم قريب من اسم فرسي السابقة (غياضة)، فمع هذه الفرس عشت سويعات الونسة والنوماس بنفس مفتوحة، وتحولت في ذلك الزمن الريان من شخص (يبارك او مباركي) الى شخصي يتلقى عبارات (الله يبارك فيك) فما أحلى تلك العبارة بعد الكسبة ومشاعر الفرحة التي لا توصف، لقد غابت الونسة بغياب غياضة منذ ثلاث سنوات، لكن المؤكد أن راعي الخيل يتعلم الصبر رغما عن أنفه، ومازلت أتذكر إحدى عبارات الامير الحبيب فيصل بن خالد الغائب الحاضر في أذهاننا حيث قال: الخيل تحتاج الى الصبر ثم الصبر.. لكنه أحياناً يتحول إلى صبر ممل.
والمؤكد أن عبارة الصبر جميل وزين وبركادة ينطبق على خيول (الانتاج) أكثر منها على خيول المستورد، لأن الصبر على الأخيرة له حدود، ومحدد بمستوى التأقلم إلا أنه وبعد هذه الفترة قد يتحول الى ضغط وسكر ومرارة مفقوعة!!
ولمحبي الأمثلة المأخوذة من الواقع أسوق هذا المثال الذي لا يعرفه إلا القليلون من الوسط الفروسي، كما تعلمون أن (غضية) التي كانت (محبوبة زيدون) والتي حققت أغلى وأثمن سيارات الموسم في الاسبوع ما قبل الماضي (احدى هدايا بدر الفروسية) كانت قد عرضت وهي فلوة لأحد ملاك جدة بمبلغ 15 الف ريال. وتردد المالك الجديد في قبولها، رغم تسليم مبلغ الصفقة لمالكها السابق، إذ كان صغر حجم المهرة عاملاً في هذا التردد، فلم يمانع مالكها الاصلي «الخلوق والسمح» في إرجاعها لملكيته، وما هي الا فترة قصيرة ليذيع صيت هذه المهرة بعد ذهابها للطايف وبروزها في أولى مشاركاتها.. وحازت في اول سباقاتها على 40 ألف ريال جائزة ذلك السباق الخاص (شندي) ثم حطت رحالها في الرياض وتحديداً في الجنادرية مع تغيير طاقمها التدريبي وجاءت المفاجأة حين علم الجميع ان (غضية) هي بنت زيدون وحتى تابع الجميع كسبها لل(فياغرا) بعد أن صبر عليها مالكها حوالي ال 8 أشهر.
كلامك كان حقاً ياكوكب الشرق، خصوصاً مع خيل الإنتاج، والمسألة عموما هي أرزاق اولاً ونوايا صافية ثانياً وأرضية رحبة من الصبر ثالثاً.
... اصبروا.. فالصبر جميل يا أيها الفروسيون.
المسار الأخير:
من رافق الشغموم ما ينشَّبه
|