قرأت في عزيزتي الجزيرة مقالاً للأخت الكاتبة منال بنت إبراهيم تحت عنوان (الذكر في مجتمعنا أفضل من الأنثى لماذا هذا الاعتقاد) في العدد 11770 في 7-11-1425هـ وفي الحقيقة لمست الاندفاع الشديد لدى الكاتبة لمؤازرة المرأة وهي تريد أن توضح المعادلة في التفاضل بين الرجل والمرأة. فأحببت أن أوضح بعض النقاط فأقول: إن التفاضل في اللغة ليس معناه أن المفضل عليه لا يكون ذا فضل البتة أو يكون رديئاً أو سيئاً، لا بل لكل منهما فضل لكن يزيد هذا على ذلك بدرجة من التفضيل، ولكي نثبت زيادة فضل الرجل على المرأة نورد براهين قطعية وأدلة شرعية لتكسر الشك لدى الكاتبة، فمن ذلك:
- أن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل (فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان)آية من سورة البقرة
- كذلك حقها في الميراث (للذكر مثل حظ الأنثيين)آية من سورة النساء
- الأنبياء والرسل كلهم رجال فلم يرسل الله إلى أهل الأرض امرأة ولم تحرم من زيارة القبور إلا لضعف طابعها ودرءاً لإظهارها التسخط من الاقدار.
أما مسألة التفضيل من الأمور المسلم بها ونتفق جميعا ان كل جنس يكمل الآخر فهذا مكمن الصواب، فالإسلام جعل للمرأة حقوقاً لا ينبغي هضمها وهذه الحقوق لا يعتريها الجمود فهي تواكب حضارات العصر وتسابق التكنولوجيا. فلكل جنس طبعه وعمله فالمرأة شريكة الرجل في حياته وهي الأم والأخت والزوجة وهي مربية الأجيال وصانعة الرجال.
وقد قالت الكاتبة في مقالها: (الأب إذا ربى ولدا فقد ربى فرداً واذا ربى بنتا فقد ربى مجتمعا).
فهذا الكلام قد جانبه الصواب لأن الأب إذا ربى ولدا فقد ربى مجتمعا لأن كل من ينتمي لهذا الولد فطبيعي ان ينسب للأب لكن إذا ربى بنتا فالصحيح انه ربى فرداً لأن كل من ينتمي لتلك البنت فهو ينسب لفلان من الناس لا ينسب لأبيها.
هادي الغرابي |