أعجبني كثيراً الرسم الكاريكاتيري الذي أتحفنا به الأخ المرزوق في العدد رقم 11763 والذي أوضح فيه رجلاً يقود سيارة عليها ملصق يدل على أنها تابعة لإحدى الوزارات ومعه أسرته وقد ملأ صندوق السيارة الخلفي بعدة الخروج للبر، والحقيقة لقد أجاد الأخ المرزوق في هذا الطرح الشيق وصدق فيما ذهب اليه، حيث إننا نعرف جميعا أن الكثير من الوزارات والادارات الحكومية تخصص لكل جهة تتبعها عدد من السيارات التي تعينهم في أداء عملهم، وتعتبر هذه السيارات عهده لدى هذه الجهات يجب الحفاظ عليها واستخدامها في الغرض الخاص بها لأنها إنما وجدت لتسهيل هذا العمل فقط وليس لخدمة الموظف وأسرته الذين يمتلك البعض منهم سيارة تقف بكل راحة وطمأنينة عند باب المنزل فيما يستخدم هو سيارة الدولة، ويعتقد البعض من الموظفين الذين يستلمون هذه السيارات ولفترات طويلة بأنها قد أصبحت ملكا خاصا به يستخدمها كيفما شاء وفي أي وقت وبدون أدنى اهتمام أو مسؤولية لأنه متى تعطلت هذه السيارات سلمها لادارته للقيام بصيانتها وتصليحها مرة أخرى ومن ثم اعادتها اليه لاستخدامها بدون تقنين أو اهتمام وذلك لأنه لا يدفع عليها حتى قيمة الوقود الذي تسير به وإنما يقوم بتعبئتها من محطات الوقود عبر كوبونات أو فواتير تسددها ادارته عنه، وياليت هذه السيارات تستخدم فقط لأغراض العمل وإنما أضحى الكثير منهم يستخدمها لحاجاته الشخصية كايصال الأبناء للمدارس والأسرة للأسواق والخروج بهم في نزهات برية بل والسفر أيضا الى المدن المجاورة وخاصة عندما لا تحمل العديد من استيكر يدل على ان السيارة حكومية، وهذا من باب التساهل والاهمال الذي ينبغي متابعته ومعاقبة كل من يتجاوز بهذه التصرفات بل وصل الأمر في بعضهم الى تسليمها للأبناء والأشقاء لقضاء حاجاتهم عليها وكأنها أصبحت ملكا يتوارثها بقية أفراد الأسرة بدون استثناء، هذه السيارات ترصد لها الكثير من الميزانيات لشرائها وصيانتها ودفع قيمة وقودها وهي لا تستخدم في كل الجهات بالعمل فقط وإنما تتجاوزه إلى أبعد من ذلك ولذا فإن أفضل الحلول للحفاظ على هذا المال العام منع خروج أية سيارة حكومية من بعد الدوام وإنما تسلم للموظف في فترة العمل من الصباح الى فترة الظهر وذلك لقضاء حاجات العمل عليها، وبعد ذلك تسلم لتبقى في كراج الادارة الى اليوم التالي.. والشيء الآخر ضرورة طباعة اسم الجهة التي تتبعها هذه السيارة بخط واضح على جانبي السيارة وليس كما تفعله بعض الادارات من وضع خط أشبه ما يكون بخط الرصاص لا يلبث أن يختفي بعد مرور الأيام، وكذلك أهمية متابعة هؤلاء الموظفين وكتابة تقارير عنهم في حال تجاوزوا المسار المحدد لهم في العمل كالسفر بها أو الخروج للبر ومعاقبتهم على ذلك لأنه متى تهاون الموظف في ذلك تهاون أيضاً في غيره.
محمد بن راكد العنزي
|