قبل أن تصبح أثراً بعد عين
هل من التفاتة لآثار مرات يا سمو الأمير؟

كان لـ(الجزيرة) مساهمتها الفاعلة في إبراز الجانب السياحي والتراثي لهذا الوطن بمهنية احترافية ولا أروع من خلال العديد من الملاحق والتغطيات الميدانية التي رافقت صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة للعديد من مناطق المملكة، ولأننا نعيش بدايات ثورة سياحية وطفرة واعدة رسم معالمها وأرسى قواعدها قرار مجلس الوزراء الموقر حين أقر الاستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية باعتبارها مورداً اقتصادياً قادماً سيكون له مساهمة كبيرة في الناتج المحلي حيث تشير الدراسات إلى ذلك إلا انها - أي السياحة الداخلية - تشكل نحو 9% من هذا الناتج، ولمسنا ونلمس حرص سموه المتمثل في تلك الزيارات ووقوفه عن كثب على الأماكن السياحية ومواقع الآثار..
فليسمح لي سموه باطلالة عجلى على ما تزخر به مدينة مرات من آثار تتطلب الاهتمام والمحافظة والعمل على إدراجها ضمن مواقع الجذب السياحي ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
- بئر الوليدي، أمر خالد بن الوليد (رضي الله عنه) بحفرها أثناء مروره في طريقه لحرب الردة ولذا سميت.
قال الشاعر ضويحي بن حمود الضويحي:
ديرة ابن قيس والبير (بير الوليد)
من جنوب (كميت) خبرا لها شعبانها
- الجفرة (الخبراء) غدير كميت، منهل ضخم كان المورد المائي الوحيد لأهل البلدة وما جاورها قال الشاعر العربي:
فلما وردنا الماء ماء مجنة
غدير (كميت) لا غدير الاناجل
- ومن المثل الشعبي الدارج (اضمن لي كميت أضمن لك مرات) ننطلق حيث الجبل المشهور (كميت) الذي تحولت قمته الآن لواحد من أرقى وأجمل المنتزهات السياحية ويعتبر أعلى مطل سياحي في المنطقة وفيه قال الشاعر ابن بليهد:
(وكميت) إلى جيت تمشي في مسيله
ترتاح نفسك وعنده مشرب غال
وقال فيه الشاعر المعروف أحمد الناصر:
الهوى راعيه غالب ومغلوب
لين ضلع (كميت) يرحل عن مرات
- قليب صداء: وهي التي كان الملك عبد العزيز ومن بعده أبناؤه سعود وفيصل - رحمهم الله جميعا - يحرصون على الاستزادة من مائها لعذوبته أثناء مرورهم بمرات وفيها قال الشاعر:
ما كل ماء كصداء لشاربه
نعم ولا كل بنت فهو سعدان
- العروس (العروسة): أثبتت العديد من الدراسات الجيولوجية والكشوفات الأثرية والدراسات الميدانية عبر أكثر من باحث ومتخصص انها عبارة عن بلدة كانت معروفة في الجاهلية.
- شعيب النخيل: وبه آثار لحضارات سلفت وقد كان يُرى به آثار لقبور اتجاهها نحو القدس ويؤرخ الشاعر العربي لمعركة دارت رحاها بين جنباته حين قال:
نحن اللذون صبحوا الصباحا
يوم (النخيل) غادة ملحاحا
- الشمس والشميشة: قريتان قديمتان تقعان جنوب مرات في صفراء الوشم.
- غامرات: كهف أثري به كتابات قديمة ورسومات متعددة لا يعرف لها تاريخ.
- بئر الحفصية لآل حفص حيث خلفها أبو حفص لابنته (حفصة).
- أبو فقار: به العديد من الكتابات والرسوم والنقوش.
- المكمكية: عُثر فيها على العديد من الدوائر الصخرية وشوهدت فيها متحجرات عديدة.
- المدرسة السعودية والتي افتتحت بأمر من جلالة الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - وكان ذلك عام 1368هـ.
- بالاضافة الى ذلك هناك رجال من أهل البلدة نذروا أنفسهم بالمحافظة على التراث المنقول من النوادر المخطوطية والعينية والفوتوغرافية منهم:
- الباحث والمؤرخ التراثي عبد الله بن عبد الرحمن بن دهيش.
- الكاتب والأديب عبد الله بن عبد العزيز الضويحي.
- أبناء الشيخ محمد بن عبد الرحمن الضويحي - رحمه الله-.
- الباحث عبد الرحمن بن عبد الله الدايل.
- الشاعر عبد الله بن محمد الضويحي.
وقد كان ل(الجزيرة) عبر أكثر من تحقيق وتقرير جهدها في إلقاء الضوء على بعض من هذه المتاحف الشخصية.
* المراجع :
- مرات بلد امرئ القيس، عبد الله الضويحي.
- متنزهات مرات، حمد عبد العزيز الدايل.
- معجم البلدان، ياقوت الحموي.
- الرحلات الملكية، دارة الملك عبد العزيز.
- رحلة عبر الجزيرة، فوستر سادتير.
- رحلة الربيع، فؤاد شاكر.