Friday 24th December,200411775العددالجمعة 12 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

البابطين حسنة في جمع التراث البابطين حسنة في جمع التراث
إبراهيم عبد الرحمن العجيان/مقدم متقاعد

سرَّني زيارة هذا المركز العملاق مركز البابطين للتراث والثقافة أو ما يُعرف والثقافة أو ما يُعرف بمكتبة البابطين سابقاً، والتقيت مع صديقي الأستاذ عبد الرحمن البابطين ومع بعض الإخوة الفضلاء من طلبة علم وكتَّاب ومسئولين. أما هذه المرة فهي مناسبة غالية على الجميع وهي زيارة والسلام على الشيخ عبد اللطيف البابطين وأبنائه في منزلهم فحسب وإنما لناس محبتهم في القلوب لكرمهم وتعاملهم الحسن ويرغب ويحب كل صديق أو حبيب مواصلة زيارتهم ولقائهم ليستمتع بهم وحواراتهم الثقافية وانتمائهم الوطني المعروف ومحبتهم للناس ولما عُرف عنهم من تمثيل وطني مخلص وعلاقات جيدة على مستوى عالمي يستثمرونها دائماً لهذا البلد المعطاء وأهله وهم نماذج وطنية بارة يحتذى بها للنموذج الوطني الصادق، فعندما زرنا الشيخ عبد اللطيف سعود البابطين وأبناءه في منزله ومعنا بعض ضيوف الشيخ وبعد تناول العشاء أخذنا بجولة أطلعنا الشيخ على مكتبته الخاصة، بل مكتبات وشاهدنا جهداً عظيماً يقوم به الشيخ وأبناؤه لجمع تراثنا المتفرّق عربياً وإسلامياً ويذكّرنا الشيخ بسنّة حسنة لسلفنا الصالح عندما جمع أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعثمان بن عفان رضي الله عنه القرآن الكريم واهتمام السلف ويليهم الخلف بالقرآن وعلومه والسنَّة وعلومها ولما حصل للتراث العربي والإسلامي من تفرّق وشتات ومن اعتدى أعداء الإسلام عليه من سطو وسرقة وحرق، حيث اندثر أكثره حتى وجد البعض منه في بعض الدول ودور الجامعات والمراكز والمتاحف العالمية والآثار فكان للبابطين حسنة في تجميع هذا التراث العظيم الذي شاهدنا، وحيث هيئ للتراث العربي والإسلامي رجال مخلصون صادقون كأمثال البابطين وغيرهم وبعد أن اعتدى أعداء الإسلام كهولاكو التتري المغولي عندما غمر تراثنا ومخطوطاتنا وكتبنا في نهر دجلة والفرات حتى ازرق النهر من أحبار هذه الكتب والمخطوطات.
ثم واصل أعداء الإسلام سرقة التراث وحرقه ودفنه حتى أصحاب النفوس الضعيفة من بني جلدتنا أضاعوا تراثها ونهبوا مخطوطاتها حتى اندثر كثير من كتبنا ومخطوطاتنا وحفظها أهل الاختصاص على مستوى عالمي ليتحكموا في حفظها في متاحفهم وبيعها بأعلى سعر استغلالاً وكراهية حتى هيأ الله لتراثنا رجالاً أوفياء أمثال الشيخ عبد اللطيف البابطين وأبنائه ودفعوا الغالي والنفيس لاقتناء هذا التراث المتفرِّق العظيم فهم يجوبون ديار قاصية ودانية لجمع هذه المخطوطات والكتب القديمة والدوريات والسجلات وتجميعها في مواطن العلم وينابيع المعرفة ومهابط الوحي ومنبع الإسلام. وتراثنا العظيم العربي الإسلامي الذي سطَّره وكتبه ودوَّنه علماء أفذاذ جبابرة العقل والمنطق وحفاظ الذهن وأساطين الفقه وعلماء الشريعة وأئمة الدعوة والصلاح والدين وعلماء النفس والطب والاجتماع ورموز الأدب والشعر والفنون ومؤلفو الكتب والعلوم والموسوعات والمعارف وذهب هو وأبناؤه في كل حدب وصوب وفي مواقع التأليف وحضروا المؤتمرات والندوات والمعارض وصناعة الكلمة والمطابع وشاركوا فيها شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وفي المواقع المختصة والمعنية العربية والإسلامية والعالمية وفي أماكن دور الجامعات والمراكز والمتاحف لجلب وشراء هذا التراث الثقافي العظيم، فجزى الله شيخنا البابطين وأبناءه خير الجزاء لإنشائه هذا المركز العظيم مركز البابطين للتراث والثقافة وجائزته المبدعة، حيث شاهدنا الكثير من المخطوطات النادرة والنفيسة والكتب القيِّمة لعلمائنا الأفذاذ في شتى المجالات من علوم ومعارف وفنون وإبداع واختراع وابتكار وجميع علوم الحضارات الأخرى التي تفاعلت علومها مع منظّري ومفكري علماء الإسلام الأبطال وصحح مفاهيمها الإسلام حتى طور الفكر والفن والنقد بالإيمان والمنطق والعقل.
وأعجبني عباقرة موهوبون خاصة خطّوا القرآن بأيديهم قبل مائتي سنة لإحدى الكاتبات (وهي سعودية) بماء الذهب وأحد الأئمة العلماء قبل ذلك التاريخ خطَّ بيده سورة الإسراء في القرن التاسع الهجري بماء الذهب.
وأعجب من ذلك في كتابة القرآن وتصاميم أغلفته وتفسيره لملك الهند المظفر المسلم بخطِّ يده الجميل يتمتع البصر برؤيته وتقرّ العين بمشاهدته وترتاح النفس بقراءته. خطَّ بالذهب الخالص شاهدنا بروز الحروف بنقاط صغيرة فوق الحروف والكلمات والآيات بذهب خالص سبحانه الله على هبته ومواهبه لبعض عباد الله وألاحظ تشابه جمال الخط بين المرأة كاتبة القرآن وبين هذا الرجل كخط مبدع وكتصميم جميل وبين الطرفين ما يقارب خمسمائة سنة غفر الله لهم فجزى الله البابطين الثواب الجزيل والخير الكثير، حيث اشترى القرآن الذي خطّ بيد المظفر، غفر الله للجميع بمزاد علني في بريطانيا فجزاهم الله على هذا العمل العملاق الأجر وتكون إن شاء الله ثواباً لوالديه وله ولأبنائه خاصة والبابطين عامة، فبالبابطين حسنة أو قل آية في جمع هذا التراث العظيم ولا نزكي على الله أحداً، والتوفيق والفضل بيد الله وإنما يتعدى فائدة هذا الجمع وهذا التراث ناس كثير ويخدم هذا الوطن ومواطنيه والوافدين له وكقارئ متصفح أو طالب علم أو باحث جامعي أو مؤلّف أو مثقف أو مستمتع يطلع على تراث سلفه وتراثه العربي والإسلامي، فأكثر الله من أمثال الشيخ عبد اللطيف وأبنائه وبمن يقوم بمثل هذا العمل أو أعمال أخرى خيرية ويخدم الإسلام وأهله ويخدم وطنه ومواطنيه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved