Friday 24th December,200411775العددالجمعة 12 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق..! في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق..!
عبد الكريم بن صالح الطويان

* في هذه الحكمة كنز عظيم، لو علمه رجال الأعمال لدفعوا في الحصول عليه الجهد العظيم, لم أجد المتسع من الوقت لتحقيق هذه الحكمة، أهي حكمة نبوية من قول المصطفى نبينا المجتبى صلى الله عليه وسلم، أم هي من الحكم الشاردة التي اصطادها المؤمنون.؟
من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم) ومن قوله: (ليس الشديد بالصرعة، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).
سبحانه الله، إن التجار الذين فتح الله لهم كنوز الأرزاق، والناجحين النابهين في المجتمع من أبرز صفاتهم سعة الأخلاق، رحابة صدر، ولين كلام، وحلاوة لسان، وقلب مُحب، ونية سليمة وطوية على ود... أولئك هم الناجحون الذين منحهم الله مفاتح الكنوز ففتحوها وأخذوا منها ما يشاؤون.
إذا رأيت ناجحاً مُوفقاً بحياته فتح الله له أسرار القلوب ومخازن الكنوز، ومغاليق الدروب، فتأمل صفاته بأناة وصبر تجدها الأخلاق الواسعة، الصبر، الحلم، لين الجانب، الكلمة الودودة، القلب الكبير، الأناة، الهدوء، وحب الخير للناس.
أيها الشاب المقبل على صعيد النجاح والعمل والتجارة، إن تحمست كثيراً لدراسة الحاسب واللغة وفن الإدارة والتسويق ومهارة العلاقات ووسائل الاتصال، لا تنسَ (سعة الأخلاق) إنَّ فيها وربي كنز الأخلاق! ولئن علم فيها منافسوك في التجارة وتركتها وقلَّلت من أهميتها لترين أسهمهم عالية على أسهمك.
لا تأخذ بسعة الأخلاق وسيلة لحظ الدنيا بل اجعلها وسيلة لحظ الآخرة لتنل الدارين معاً.. لتكون الأقرب مجلساً من الحبيب الشفيق على أمته: (أقربكم مني مجلساً يوم القيامة الموطأون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون) سبحان الله إن العالية أكنافهم، مثل الشجر العالي ثمره يُرى بحسرة ولا يُنال، لكن الموطأ كنفه، ثمره قريب (قطوفها دانية) تنال منه الود والحب والتقدير، فتقترب منه ويقترب منك، تُحبه ويُحبك، وكم في الناس من هم على هذه الصفة، إنهم قناديل مضيئة في ليل الناس.
نعمه التي لا تحصى
* عُدْنا قبل أيام مريضاً آتاه الله الحكمة، فلما أصابه المرض تألقت الحكمة في بصيرته، وتذكرت: (لا شيء يجعلنا حكماء مثل ألم عظيم)! قال فيما قال: في مصابي هذا الذي أقعدني على السرير، وحرمني النوم ومتعة المسير، تذكرت بجلاء قول العزيز الحكيم: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا} (18) سورة النحل. أيْ وربي إنه لحق إنَّ نعمه على مخلوقه الإنسان لا يُحيط بها الحصر ولا يستوفيها الإحصاء!
وخرجت من أخي المريض وأنا أتذكر ما تذكره وأرى نعمة الله في كل خلية من خلايا جسمي وفي كل فقرة وغدة وهرمون، وفي كل جارحة وفي كل غمضة والتفاتة، أرى نعمة ربي في السماء والهواء، والأرض والناس من حولي في الحيوان والجماد والشجر والحجر، أيقدر أحد منّا أن يحصي نعم الله، لا أحد يقدر ولو جلب أبرع الحاسبين وأحدث الحاسبات، لماذا لأن الذي خلق وأتاح لنا هذه النعم قال: (لن تحصوها) فاعترف بنعم الله عليك واشكره عليها قولاً وعملاً، وكن أهلاً للنعمة تنل المزيد منها فقد تأذن بذلك ووعد به في كتابه العظيم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved