Friday 24th December,200411775العددالجمعة 12 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

هو... القاتل.!! هو... القاتل.!!
منيرة بنت صالح الدريعي/ عنيزة

أوقفني لبرهة تاجر للهواتف النقالة، يعرض عليّ نقالاً من نوع ال catel الذي أثار استغرابي أنه ينطقها بالعربية (القاتل)!! ربما هو مصيبٌ فيما نطق ونحن مخطئون..!!
لكن نقف سوياً ونتفق معاً عند تسميته كذلك في عالم انحلت فيه الأخلاق عالم السحق وعند شراذم السذج من أصحاب العقول الصغيرة..
هو كذلك كما سماه البائع حينما أجده بحوزة المراهقين والمراهقات أو ربما عند الكبار عديمي الأخلاق!!
الذين يجدون في هواتفهم النقالة المتنفس لما تكنّه نفوسهم المليئة بالمغامرات والعلاقات المشبوهة بالفحش من الكلام والصور الخليعة!!
(ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا).
أيضاً لا أنكر فضل هذا المخترع العظيم فهو كنزٌ ثمين لايقدر بثمن لمن أحسن استخدامه واستثماره على الوجه الأكمل، باعتباره آلة صغيرة محمولة تقرب لك البعيد مهما طال غيابه، وترشدك إلى أحوال الطقس ومواقيت الصلاة في كل بلدٍ وتطلعك على العالم بأسره إذا كان موصولاً بشبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) كما يدعوك إلى الخير بالرسائل الدعوة ويدخل إلى نفسك البهجة والسرور بنكته اللطيفة الجميلة والتعليقات المباحة!!
فهو إذاً سلاح ذو حدين نأمل استخدامه بما يفيد لرقي المجتمع.
والسؤال الذي يفرض نفسه... هل الهواتف النقالة هي القاتلة؟؟!!
أعتقد جازمة أنها لا تقتل بقدر ما هو الفراغ الذي يجر إلى الرذيلة وقلة المراقبة والمتابعة من أولياء الأمور..
فهم يعيشون في مهب الريح تتلاعب بهم كيفما شاءت..!! يسعون جاهدين لقتل الوقت بشيءٍ من التسلية كما يدعون..!!
وما دروا هؤلاء الحمقى أنهم يقتلون أعمارهم (فقتل الوقت يعني هلاك الفرد لنفسه).
وأن عمر الإنسان هو رأس ماله الضخم ولسوف يُسأل عنه قال رسول الله صلى الله عليه السلام: (لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربعٍ: عن عمره فيمَ أفناه؟ وعن شبابه فيمَ أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه؟؟!!
وربما يتعداه إلى هلاك غيره فهو لا يبالي بإضاعة وقته سدى ليسطو على أوقات الآخرين الثمينة ليشغلهم بالشؤون التافهة، من أجل إفساد خلواتهم الجادة..!!
(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ).
يسر المرء ما ذهب الليالي
وكأن ذهابهن له ذهابا
عجبا لهؤلاء..!! فشأنهم في هذه الدنيا غريب!!
يلهون والقدر معهم جاد
ويسلكون المسالك الطائشة وأعمالهم محسوبة والزمن يسير بهم إلى أقدارهم المحتومة والمصير عتيد..!!
والليالي من الزمان حبالى
مثقلات يلدن كل عجب!!
فما الذي ينبغي علينا أن نعقله؟؟
أن حياتنا ليست سدى، وهي مقسمة تقسيماً محدوداً، والزمن محدود.
فقيمة الوقت في حسن انفاقه. ولاتغرنكم الحياة الغرورة..
وقبيح بالناس أن ينظروا إلى الذاهلين الهائمين وسط هذه الدنيا الهائجة المائجة المليئة بالأحداث العظام دون أن نوقفهم ولو للحظة .. لحظة يتفكرون ووقفة ليعتبروا.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved