Friday 24th December,200411775العددالجمعة 12 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

لما هو آت لما هو آت
معضلة التعليم !!
خيرية إبراهيم السقَّاف

كنت يوم أمس أمام مجموعات مختلفة لصفٍّ واحد من المرحلة المتوسِّطة في مناسبة تربويَّة حرصت على حضورها لهدف في داخلي وهو أن أستشفَّ عن مكنون التوافق أو الاختلاف في إجاباتهنَّ حول سؤال شفهي وإجابة مماثلة: ما الفرق الذِّي لمستيه بينك في المرحلة الابتدائية والآن؟... لاحظتُ تفاوت واختلاف استجابتهنَّ للموقف التعليمي الذِّي كنَّ فيه بينما كان هناك توافقٌ حادٌّ في الاستجابة لسؤالي...، وعلى الرغم مِنْ أنَّ الخبرات المقدمة لهنَّ (معرفياً) متماثلة، وسؤالي واحد، ونحن نقول إنَّ الاستجابة ترتبط ارتباطاً تضامنياً مع وكشفياً لمكوِّنات الإنسان بحسب نموِّه في المناحي المختلفة والمكوِّنة له، فلقد أيَّدت تفاوت استجاباتهنَّ للموقف التعليمي لما هو معروف من فروق فرديَّة، لكنْ أنْ يتَّفقْنَ في الإجابة عن سؤالي وعددهنَّ لا يقل عن (120) طالبة فذلك ما أشار بحدَّة إلى نموِّ وعي (الإنسان) في هذه (الحقبة) وعياً يضطَّرد، ويتَّفق مع متغيراتها ومع حدَّة تدفق الخبرات، وقوَّتها، وهيمنة تيارات الإرفاد لمواطن الاستقطاب لدى الإنسان.
كانت إجاباتهنَّ تتمحور في أنَّ الخبرات المعرفية من العلوم المختلفة تضيق نطاقاتها في الابتدائية بينما تتسع في المتوسِّطة، وحيث تكون مبسَّطة وواضحة في تلك، فإنها تتَّجه للصعوبة في الأخرى، وبينما تكون (قليلة) أي محدَّدة في الابتدائية فإنها في المتوسِّطة (كثيرة) أي ممتدة.
أما ما يلفت إليه النَّظر فهو قولهنَّ: (كنَّا نعامل كأطفال في الابتدائية أمَّا هنا فإنَّ معلماتنا يعاملننا بقسوة وبعدم احترام فهنَّ ينظرن إلينا على أنَّنا كبيرات لكن التَّعامل لا يدل على ذلك، إن ناقشناهنَّ قلن لنا: تأدَّبْن، وإن سكتنا قلن لنا: وقاحة، إن نظرنا في أعينهن ونحن نتكلم طلبن منَّا أن نغضَّ إلى الأدنى، وإن فعلنا قلن لنا: لماذا لا ننظر إليهنَّ ففي ذلك استهتار...، يطلبن منَّا أن نحترمهن وهنَّ لا يفعلن معنا.
في الابتدائية لم نكن نعرف ما معنى الثِّقة في النَّفس لأنَّنا كنَّا نثق في معلِّماتنا أمَّا الآن في المتوسِّطة فإنَّنا نشعر بالثِّقة في النَّفس ونرفض أن تُحطِّمها مدرساتُنا.
إذا أخطأنا لا يعاملننا بجهلنا، في الابتدائية يصفحن عنَّا ويعاملننا كمربيات كلُّ شيء محسوب علينا هنا نكتب عليه تَعَهُّداً...، في الابتدائية لا نتعهَّد على ألا نضحك!!...
الذي أدهشني بشدَّة أنَّ هؤلاء (الطالبات) من العنصر البشري لسنَ من مدرسة واحدة...
الذي يدعو للدرس والبحث هو: كيف يُختارُ المعلِّمُ؟ ومَنْ الذِّي يختاره؟
وما معايير اختيار معلِّم / ة مراحل التأسيس؟ أليس من (الواجب) أن يُخْتارَ ضمن معايير صارمة أوَّلها أن يكون إنساناً؟ قبل أن يَخْتارَ هو ضمن رغباته الأمن الوظيفي (الدَّخل) الواجهة الاجتماعية؟
تلك معضلة كبرى يا وزارة التربية والتعليم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved