Friday 24th December,200411775العددالجمعة 12 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

نقاط فوق الحروف نقاط فوق الحروف
الحياء
بدرية إبراهيم

قال تعالى: {وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقّ} (53) سورة الأحزاب، وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} (26) سورة البقرة، وقال النبي- صلى الله عليه وسلم: (إن الله حيي ستير يحب الحياء والستر).
الحياء صفة من صفات الخالق جل وعلا، وكان الحياء صفة نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- فقد كان أشد حياء من العذراء في خدرها.
الحياء صفة من صفات عباد الله من المؤمنين والمؤمنات: {فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء} (25) سورة القصص.
فعجباً كيف لا يستحيي الخلق من ربهم جل جلاله.. عجباً كيف تجرأ الكثير من بني البشر ذكوراً وإناثاً على رب العالمين بفعل المعاصي التي تغضبه ولا ترضيه.. عجباً كيف أصبح البعض يرتكبون المعاصي والذنوب والآثام والسيئات ليلاً ونهاراً سراً وجهراً غير آبهين بالنتائج ولا خائفين من النهايات.. كيف بمسلم أو مسلمة يدخل القنوات الإباحية ويضيع وقته سدى بالجلوس أمام قنوات الفتنة والسوء، وما لا يقره شرع ولا دين ولا حياء ولا عقل عجباً.. كيف لا يحرص الوالدان على حسن تربية الذرية من بنين وبنات وذلك بإبعادهم عما يفسد دينهم وخلقهم وأفكارهم وعقيدتهم.. عجباً كيف تستعمل حاستا السمع والبصر فيما يبعد عن الله وبلوغ رضوانه فمن الذي وهبكم الحواس والنعم وأعطاكم إياها أليس جديراً بحسن عبادته.
إن الحياء حصن حصين من الوقوع في مهاوي الردى وفخ العدو ومزالق جهنم والعياذ بالله والخسران إن ترك المعاصي وفعل الطاعات سبب كل توفيق وما أجمل أن يتحلى الرجل بصفة الحياء التي تحجزه عن مهاوي الرذيلة وتدخله في عالم الفضيلة.
ولن تبلغ المسلمة المجد والرقي بتقليد الأزياء والقصات والتحدث بلغة الغرب والمشي على منوالهم وتتبع خطاهم وتطبيق الرديء من أقوالهم وأفعالهم وترك ما جاء به القرآن والسنة من درر تحفظها مدى الدهر وتبلغ بها الكرامة والعزة والوقار والاحترام الحشمة يفخر بها أهلها ومجتمعها فأي كرامة جاء بها الإسلام العظيم أكبر من هذه تسمو بها إلى قمم المدح والتمجيد ورضا الحميد المجيد لتكون لؤلؤة محفوظة في أعماق البحر نظيفة بعيدة عما يشوبها من ضرر، فكم هو جميل أن تحافظ المسلمة على نفسها من الوقوع في شراك الأعداء والمتربصين فتكون لؤلؤة مكنونة.
وللمسلمة أن تقرأ سيرة نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- وبناته وجميع الصحابيات الفاضلات فهن الرياض الخضراء التي تتبع كما أن النبي- صلى الله عليه وسلم- هو الذي يجب أننا لنهيه ننتهي ولأمره نتبع، فالرسول يأمر بالخير وينهي عن الشر، فلتسلك المسلمة ذاك السبيل الذي سلكه أمهات المؤمنين ونساء الصحابة الفضليات، وصرن طوداً شامخاً بحسن السيرة وصفاء العقيدة ونقاء السريرة، وأصبحت الكتب تستضيء بسيرهن على مر العصور، وأخذن شرف الوسام في الدنيا والآخرة لتبلغ ما بلغن، وتسلك ما سلكن من الطرق الجادة التي يملأها الخوف من الله من بداية الطريق حتى نهايته.

حائل


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved