Friday 24th December,200411775العددالجمعة 12 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

رياض الفكر رياض الفكر
قناة الجزيرة.. لماذا؟!
سلمان بن محمد العُمري

لماذا خابت آمالنا في أن ينجح الإعلام الفضائي العربي في لمّ شمل الأمة، والدفاع عن قضاياها الكبرى، تلك الآمال التي راودتنا جميعاً، مع ظهور القنوات الفضائية العربية، وتزايد أعدادها يوماً بعد يوم!!.
ولماذا أضحت كثير من هذه القنوات، وعلى رأسها (قناة الجزيرة) التي حققت شهرة كبيرة تكرس للخلافات العربية - العربية، وتسكب الزيت على النار، وتجدد نزاعات، وتثير نعرات كانت قد توارت، فتزيد العلاقات العربية توتراً والهوة بين الأشقاء اتساعاً وعمقاً.
لماذا ترفع هذه القناة - التي تثار حولها الشبهات من آن لآخر - شعار الحرية الاعلامية - وتفسح في برامجها مساحات لأشخاص هم أبعد ما يكونون عن قضايا الأمة العربية والاسلامية وأكثر ارتماءً ورتعاً في أحضان جهات معادية للإسلام والعروبة، ثم تضيق فضاءات الحرية للمخلصين الصادقين، أو تخرج بصورة مشوهة، أو لا تعطى الحرية، والوقت الكافيين.
ولماذا لم توجّه هذه القناة التي ترفع شعار الحرية الاعلامية انتقاداتها التي لم تترك أحداً، أو حتى تلميحات حول النظام السياسي في البلد الذي تبث منه، وهل هذا البلد يخلو من كل ما يوجب النقد أو حتى مجرد الحوار بشأنه.
ولماذا رضخت بعض الأنظمة والدول العربية لابتزازات وسطوة هذه القناة باعطائها تسهيلات كبيرة من خلال انشاء مكاتب لها في هذه الدول، في حين رفضت دول أخرى، وعلى رأسها المملكة أن تتحول الحرية الاعلامية الى فوضى وبث للفرقة بين أبناء المجتمع الواحد والأمة الواحدة.
هل حقاً تجري في عروق القائمين على هذه القناة المشبوهة هموم المسلمين؟ وهل حقاً يريدون لها العز والمجد والسؤدد؟ وهل إشعال نار الخلاقات، وتفجير مكامن الفرقة سبيل لتحقيق ذلك العز؟ وهل يمكن لحضارة أن تشاد من خلال تأليب الشعوب ضد قياداتها، وتزيين الفوضى في نفوسهم.
وهل من وسائل تحقيق النهضة أن تتولى هذه القناعة اشاعة الفرقة، وتمزيق الصف الواحد، والمجتمع الواحد ليكون شيعاً وأحزاباً يلعن بعضها بعضاً، ويكيد بعضها لبعض؟
وهل من خدمة الأمة أن تصبح القناة بوقاً لكل ناعق، ونافذة لكل مارق ناقم يقصد تدمير مجتمعه إشباعاً لأهوائه؟
هذه الأسئلة الكبيرة، تفرض نفسها من آن لآخر دونما إجابة، فكثير ممن يتحفظون على توجهات (قناة الجزيرة) ويشككون في مصادر تمويلها، يخشون إعلان ذلك، حتى لا يتهموا برفض الحرية الإعلامية واحترام الاختلاف في الرأي، وغير ذلك من الشعارات التي يصدق فيها أنها كلمة حق أريد بها باطل، وآخرون ممن أدركوا خطورة توجهات (قناة الجزيرة) فضلوا الصمت على الاصطدام بها، خوفاً من تذبذب مواقف الدول والأنظمة منها، فاليوم يفتح مكتبها في هذا البلد أو ذاك وغداً يغلق.
إن ثمة فارقاً قد يبدو طفيفاً بين الحرية والفوضى، وخيطاً رفيعاً بين الحوار الهادف البناء وتفاعل الآراء وبين إثارة العداوة والبغضاء والفرقة والفتن تحت دعاوى زائفة أثبتت (قناة الجزيرة) ذاتها زيفها من خلال التركيز على بعض الأحداث وتجاهل الآخر، فالحرية لا تعرف الانتقاء، والحق لا يصبح باطلاً أو الباطل حقاً إلا عند من تحركه مصالح ليست بمنأى عن الشبهات!!.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved