قدر لي أن أخرج إلى (البر) في نزهة مع بعض الأصدقاء في يوم إجازتي الأسبوعية وقد تولى أحد (النشامى) من أصدقاء الرحلة مسؤولية الطبخ والنفخ وإعداد وجبة الغداء على (الحطب) وما أجملها من طبخة بل (كبسة) برية عالمية والذين لم يجربوها فعليهم اليوم قبل الغد ان يجربوا (الكبسة) على حطب السمر، أجزم أنها ستروق لهم وسيتذوقون طعم الأرزعلى حقيقته لأنه سلم 100% من (بربسة) الخدامة ومن تقصير ورفع الغاز من طرف سيدة المنزل حيث تكون النتيجة في الآخر كبسة معجونة أو حب (ينقرض)!!
المهم وهو ما أنا بصدد الحديث عنه والحقيقة المذهلة التي اكتشفتها في هذا (الأرز) لأول مرة وربما أنها قد غابت عن المسؤولين في وزارة المياه في حملتهم حملة (الترشيد وعدم الإسراف في المياه التي أطلقوها قبل فترة)!!
إن هذه المفاجأة المذهلة التي لم تخطر ببالي وربما ان ربات البيوت والخادمات يعرفنها والطباخون في قصور الأفراح ومحلات (البخاري والبرياني) أيضا لا يجهلونها هي الكميات الكبيرة من المياه التي تستنفد في غسل الأرز!!
لقد ذهلت وأنا أشاهد صاحبي في البر وهو يغسل الأرز أكثر من خمس مرات لكي ينظف من الأتربة والغبار العالق فيه !!
لقد استنفد في غسل ثمانية أكواب من الأرز أكثر من 20 لترا من الماء لدرجة ان الماء كاد ينفد من رحلتنا. وسألته بدهشة: هل جميع أنواع الأرز تستهلك مثل هذه الكمية من المياه فرد قائلاً: نعم ولو لم نكن في الصحراء لغسلته عشر مرات أو أكثر حتى ينظف.
هنا تذكرت على الفور (حملة) وزارة المياه التي لم تشر من قريب أو بعيد لنصح ربات البيوت والطباخين في كل مكان بان يقتصدوا في غسيل الأرز الذي اصبح مشكلة عندنا تفوق سقيا حدائق المنازل وغسل الملابس وتفريش الأسنان وحلاقة (الذقن)!
إن الأرز أصبح يشكل خطراً علينا وعلى حملة الوزارة وأتمنى ان يتنبه المسؤولون لذلك لا سيما وأننا أكبر شعب في العالم يستهلك الأرز صباحاً وظهراً وفي العشي بل هو الوجبة المحببة لدينا طوال العام !!
إن مشكلة غسل الأرز عندنا والتي لم يفطن لها البعض أو يتجاهلونها أحياناً هي أهم وأكبر مشكلة ستقف في وجه الحملة المذكورة وغسل الأرز كما شاهدته على الطبيعة يحتاج إلى نهر جارٍ لأننا وبصراحة نستهلك ملايين الأطنان من (الأرز) أو الرز أسموه ما شئتم وهذا بالطبع يحتاج مقابل غسله مليارات من لترات المياه التي سنفقدها سنوياً وكله بسبب هذا الأرز الذي لا نستيطع الاستغناء عنه في يوم من الأيام إلا فيما ندر اذاً فما الحل؟!.
|