* القاهرة - مكتب الجزيرة - عتمان أنور:
نفى مصدر مسئول بهيئة قناة السويس أن تكون الهيئة قد تلقت تحذيرات تشير لتعرضها إلى هجوم إرهابي يخطط له تنظيم القاعدة في الفترة المقبلة، كما نفى المصدر ما تردد عن قيام الهيئة برفع درجة الاستعداد القصوى لصد المحاولة الإرهابية، مؤكدا أن الممر الملاحي آمن ومحصن تماماً ضد أي اعتداءات وأن الاحتياطات الأمنية به لا يمكن اختراقها وأن تنفيذ أي عملية تخريبية أو إرهابية داخل المجرى الملاحي عمل مستحيل.
ويأتي نفي الهيئة تلقيها أي تحذيرات رداً على ما رددته تقارير إعلامية غربية حملت تحذيرات أمريكية بشأن احتمال تعرض قناة السويس لعمل إرهابي عن طريق تفجير ناقلة بترول عملاقة.
وأكدت مصادر داخل الهيئة ان الإجراءات الأمنية لحماية الممر الملاحي قوية وكثيفة، وأشاروا إلى أن الهيئة تقوم برفع درجة الاستعداد فقط قي حال مرور السفن الحربية وانه لم يتم مرور أي سفن محملة بمتفجرات خلال الفترة الماضية كما أن السفن العابرة للقناة تخضع لمراقبة شديدة قبل دخولها الممر الملاحي سواء من المدخل الشمالي في بور سعيد أو المدخل الجنوبي في السويس.
من جهة أخرى أثارت المزاعم الإعلامية الغربية حالة من الترقب لدى خبراء الاستراتيجية العسكرية ولم يستبعدوا من أن تكون هذه التحذيرات لها صلة بالموساد الإسرائيلي لزعزعة الاستقرار في قناة السويس وأنها مجرد تضليل.. غير أن الخبير الإستراتيجي اللواء طلعت مسلم طالب بالتعامل مع هذه التحذيرات بجدية ورفع درجة اليقظة والحذر.
وأضاف رغم أن محاولة النيل من المجرى الملاحي ضئيلة إلا أن هذا يتوجب الحيطة لأن طول القناة قد يساعد على اختراقها كما أن هذه التحذيرات تتواكب مع تحذيرات من هجمات إرهابية أخرى موجهة إلى بترول السعودية وإيران وهي تحذيرات أمريكية تناقلتها وكالات الأنباء مؤخراً، وقد حذرت ذات التقارير من تنفيذ خلايا تنظيم القاعدة في اليمن لهجوم على الممرات المائية بهدف توجيه ضربة ذات طابع اقتصادي للعالم وهجوم من هذا النوع سيعطل الملاحة بين الشرق والغرب، وفي حال ضرب قناة السويس سيكون له تأثيراته المباشرة على التجارة الدولية وفي حال إغلاقها سوف تضطر السفن إلى الدوران حول رأس الرجاء الصالح الأمر الذي يرفع تكلفة النقل البحري وخاصة أن معظم النفط الخليجي الذي يمثل حوالي ربع الإنتاج العالمي يمر من القناة.
ويرى الخبير العسكري الدكتور محمد قدري سعيد أنه رغم تمتع قناة السويس بحماية قوية لتأمين السفن إلا أنه يمكن أن يستخدم ضدها عمليات مباشرة، كما حدث مع المدمرة كول.. ويقول إن منطقة البحر الأحمر تطل علية مجموعة من الدول العربية والإفريقية شهدت نشاطاً لتحركات تنظيم القاعدة، وقد حدث بالفعل اكثر من محاولة لضرب قطع بحرية في البحر الأحمر باستخدام قوارب معبأة بالمواد المتفجرة، ونجح من بين هذه المحاولات محاولة إغراق المدمرة الأمريكية كول في أكتوبر عام 2000 التي قتل فيها 17 أمريكيا.
ويشير سعيد إلى ان سبب اتجاه نشاط القاعدة إلى قناة السويس الآن قد يكون للتطورات الحالية في المنطقة والتي تتجه بشكل عام نحو السلام لتصبح مصر هدفاً للقاعدة كما ان التوجه الحالي يمكن ان يشكل حافزا للقوى المضادة والجماعات الإرهابية من اجل التخطيط لعمليات تخريبية موجهة لقناة السويس غير ان مسئولي هيئة قناة السويس يرون أن اختراق القناة أمنياً عمل شبة مستحيل نظراً لقوة تحصينها وتأمينها.
|