* الخرطوم - نيويورك - الوكالات:
أعلن مجذوب الخليفة وزير الزراعة السوداني ورئيس الوفد الحكومي الى مفاوضات أبوجا مع متمردي دارفور أن الجولة المقبلة من المفاوضات بين الجانبين ستحدد بعد لقاء يعقد شهر يناير المقبل بين الحكومة ووفد من الاتحاد الافريقي سيصل البلاد في ذات الشهر، واتفق الخليفة مع مسؤولين سودانيين آخرين على أن جولة المفاوضات الأخيرة نجحت في تجديد الالتزام بوقف اطلاق النار وتأكيد الدور المهم للاتحاد الافريقي بصفته الجهة الرئيسة لرعاية التسوية.. وفي غضون ذلك رفض الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان اقتراحاً من الولايات المتحدة بأن يقوم بزياة إقليم دارفور للوقوف على الوضع هناك، وقال عنان - مساء الأربعاء - إنه يتعين على مجلس الأمن الدولي اتخاذ قرارات جديدة على وجه السرعة لكبح العنف المتصاعد في دارفور.
وقال المندوب الأمريكي ستيوارت هوليداي بعد جلسة للمجلس يوم الثلاثاء إنه ربما يكون قد آن الأوان لقيام عنان بزيارة دارفور كما فعل في الصيف الماضي، وأسفرت تلك الرحلة عن اتفاقات جديدة تتعلق بتوصيل المعونات الإنسانية الى الاقليم.إلا أن عنان قال للصحفيين إنه يتعين على الأمم المتحدة ومجلس الامن أن يجريا (اعادة تقييم حقيقية) لإجراءاتهما ازاء السودان (لان اسلوبنا بصراحة شديدة غير فعال)، واضاف (مثل هذه القرارات والاجراءات ينبغي أن تتقرر هنا وأن تتخذ هنا. قد يكون من الضروري في وقت ما القيام برحلة إلا أن إعادة التقييم هي الأمر العاجل)، وقال عنان: إن المجلس قد يدرس أيضا إجراءات جديدة لممارسة ضغوط على المتقاتلين و(تحميل بعض الأفراد مسؤولية أفعالهم)، وأوضح عنان يوم الثلاثاء في مؤتمر صحفي بمناسبة نهاية العام أن المجلس قد يدرس أيضا عقوبات كان قد هدد بها ضد أفراد معينين يمارسون العنف. وإلى الآن تعارض روسيا والصين وغيرهما فرض عقوبات. إلا أن مبعوثي الصين قالوا إنهم لا يستبعدون أي خيارات.
وقال السفير الجزائري عبد الله باعلي إنه لا يتوقع أي إجراء مثير من المجلس حتى منتصف يناير كانون الثاني عندما تصدر الامم المتحدة تقريرا بشأن الفظائع في دارفور..وفيما يتصل بتقييم المسؤولين السودانيين لمحادثات السلام الأخيرة فقد أكد عضو وفد الحكومة للمفاوضات نجيب الخير عبد الوهاب وزير الدولة بوزارة الخارجية ان الجولة تعد من أهم الجولات لأنها اعتبرت أن الحديث عن الترتيبات الإنسانية كافٍ لعلاج القضايا الاقتصادية، كما أنها أغلقت الباب امام تدويل القضية بإعلان الاتحادي الافريقي توليه ملف القضية وابعاد المزايدات.
ورأى رئيس الوفد الحكومي مجذوب الخليفة أن الجولة حققت نتائج ايجابية بتركيزها على وقف اطلاق النار وأن المرحلة المقبلة هي مرحلة اكمال الحلول السياسية، واشار إلى أن الجولة ربطت المسارين الأمني والسياسي في دارفور مع مسار السلام في نيفاشا بين الحكومة والحركة الشعبية. ومن جانبه رفض وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل وصف الجولة بالفاشلة، وقال: إن الرئيس النيجيرى أوليسيجون أوباسانجو رئيس الاتحاد الافريقي يرى أنه رغم التعقيدات التي اعترضت هذه الجولة إلا أنها انتهت برؤية تشكل أساسا جيدا لحل المشكلة وهي الالتزام بوقف اطلاق النار.
وأضاف أنه ربما تكون هناك أسباب لم تجعل هذه الجولة تنجح بالصورة المطلوبة منها أن المتمردين لم يأتوا بتفويض لدفع المفاوضات إلى الأمام ولم يكونوا حريصين على أن تصل هذه المفاوضات إلى نهاية وذلك في انتظار لما ستسفر عنه مفاوضات نيفاشا بين الحكومة والحركة الشعبية.
|