* القاهرة - من ادموند بلير - رويترز:
قال رئيس الفريق المسؤول عن إعداد تقرير التنمية البشرية في العالم العربي إن الضغوط الأمريكية دفعت برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى إلغاء تقرير عن الحريات والحكم في العالم العربي أغضبت أجزاء منه، تتعلق بالعراق والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، واشنطن.
وقال نادر فرجاني عالم الاجتماع المصري الذي قاد فريقاً يعد أحدث تقرير عن التنمية البشرية في العالم العربي إن البرنامج التابع للأمم المتحدة لا ينتظر أن ينشر التقرير باسمه بسبب تهديدات الولايات المتحدة باقتطاع جزء من تمويلها للبرنامج والبالغ 100 مليون دولار.
وقال فرجاني فهمت أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لن ينشره تحت شعاره لكنه لن يمنع نشره باسم كتابه، وأضاف أن الكتّاب يأملون نشره بنهاية يناير - كانون الثاني.
وقال يبدو إن الضغوط التي تعرض لها البرنامج (من قبل الحكومتين الأمريكية والمصرية) كان من الصعب احتمالها.
وفي واشنطن نفي توم كاسي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن تكون الولايات المتحدة تهدد بقطع تمويل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بسبب التقرير أو أن تكون حتى قد اطلعت على مسودة للتقرير لكن مسؤولاً أمريكياً آخر اعترف بتلقي نسخة.
وقال كاسي لم نطلع على تقرير التنمية البشرية الوشيك في العالم العربي، لم نطلب عرقلة أو تأجيل التقرير كما زعم.
وفي مقر الأمم المتحدة في نيويورك اعترف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأنه يستطلع إنشاء مركز مستقل في الشرق الأوسط يتولى إعداد تقرير تنمية بشرية مستقل في العالم العربي.
وقال بيان للبرنامج إنه بعد مناقشات إضافية في المنطقة سيكون برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قادراً على تقديم تفاصيل إضافية بشأن نشر تقرير التنمية البشرية الوشيك عن الحريات والحكم في الدول العربية والذي في مراحله الأخيرة من الإعداد حالياً.
وقال التقرير إن التقارير الصحفية التي أفادت أن واشنطن هددت بقطع تمويلها المستقبلي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بسبب التقرير (غير دقيقة).
وقال فرجاني في وقت سابق إن واشنطن ليست سعيدة بشأن أجزاء التقرير المتعلقة بالوجود العسكري الأمريكي في العراق وأنشطة حليفتها إسرائيل في المناطق الفلسطينية.
وكان من المقرر أن يصدر التقرير أصلاً في أكتوبر - تشرين الأول الماضي ولكن مسؤولين في الأمم المتحدة قالوا إن أجزاء منه أعيدت صياغتها بعد أن أثارت واشنطن قلقاً بشأنها.
وكانت تقارير التنمية البشرية في العالم العربي الصادرة عامي 2002 و2003 مثيرة وقالت إن الدول العربية تعاني من معوقات كبلت النمو الاقتصادي والتنمية.
واستخدمت الولايات المتحدة أول تقرير للتنمية البشرية في العالم العربي كأساس لمقترحاتها المفصلة عما تسميه الإصلاح في العالم العربي.
لكن فرجاني قال إن الولايات المتحدة عاقبت البرنامج منذ ذلك الحين بخصم 12 مليون دولار لأن التقرير التالي لم يرق لها وإن البرنامج قد يواجه عقوبة أكبر إذا ما نشر أحدث تقرير.
وقال فرجاني لا يمكن لوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كانت الضغوط شديدة، وكانت ستعني خفضاً كبيراً في البرامج الأساسية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي التي تستهدف الفقراء في إفريقيا وآسيا.
وتابع ليس ثمة وسيلة لقمع الرسالة، مضيفاً أن فريق الكتّاب وهم من كل أنحاء العالم العربي يتعيّن عليهم جمع أموال لتغطية تكلفة نشره لكنه قال إن الجانب الأكبر من تكلفة إعداد التقرير دفع بالفعل.
|