بنهر الحب يحلو الإرتماسُ
ومن أفيائه طاب اللباسُ
ومنْ زهرِ الحنان بجانبيه
فواح العطرِ أغراهُ انغماسُ
أتذكر حين داعبنا نسيمٌ
وثارَ الشوقُ وانتفضَ النعاسُ
وسرنا حافيين على ورودٍ
تجافى عن جوانبها المداسُ
جلسنا نحتسي حلو الأماني
وأغلى الذكريات وزالَ باسُ
ونرشفُ من لَمى الأشواقِ ذكرى
فيثملُ من نقيعِ الشوق كاسُ
أتذكر وقت نازَعَنا فراقٌ
فكابدناه واشتدَ المِراسُ
وعدنا نُضمرُ الأشواقَ حينا
فيغري شوقَنا الخافي انبجاسُ
فصارَ الحبُّ بيتا يحتوينا
يضمّ شتاتنا فيه الكِناسُ
وقِسْنا الوجدَ في الآهاتِ شوقا
فثارَ الحبّ واضطرَب القياسُ
فهذي لوعةٌ في القلبِ تبدو
ويأبى أن يطاوعها انحباسُ
وتشعلُ في بقايا القلبِ نارا
تلظّى حين يستشري الإياسُ
فجاشت دمعةٌ وهَمَتْ كودقٍ
وناءَ بما نكلّفه احتراسُ