أعرف عوائل لا يتلاقى أفرادها إلا في المقابر!!.. ولولا (الحياء) لقال أحدهم لابن عمه: (الساعة المباركة اللي شفناك فيها) دلالة على قطعية زمنية - أخلاقية!.. حتى الميت الذي صلّوا عليه ودفنوه ربما لم يروه مطلقاً في حياته.. كأنهم -والعياذ بالله - في مسرحية عبثية - يسخرون منه وعلى أنفسهم أن يكون اللقاء والوداع في مكان واحد اختصاراً للوقت والجهد!!
كثير من مجتمعنا يردد كلمة لازمة في أحاديثنا (والله مشغول).. والدنيا تأخذنا في همومنا والحقيقة أننا (والله مشغولون) بذواتنا فقط لا غير!!.
أشياء كثيرة تغيّرت في حياتنا.. (وذبنا) في همومنا الصغيرة.. ونسينا في زحمة العمل والأولاد وجمع المال.. أهمية الانتماء لقيم العائلة ولن أقول (صلة الرحم) لأنه حتى هذه الصلة تحوّلت - بأثر طغيان المادة - إلى صلة المال والمصلحة!!
والمعنى: الحياة فرصة لقاء.. قبل الافتراق!!.
والله المستعان..
|