في مثل هذا اليوم من عام 1963 دعا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى عقد مؤتمر قمة عربي طارئ لمواجهة خطر تحويل إسرائيل لمياه نهر الأردن.
حيث تم وضع خطة عربية لإقامة مشروع عربي للحفاظ على المياه ولما بدأ العمل في هذا المشروع عام 1965 قامت طائرات العدو بتدمير المعدات ومنع العرب من تنفيذه.
وتم تتويج هذا الصراع على المياه والأرض بقيام العدو الصهيوني بشن حرب عام 1967 والتي أسفرت عن احتلال معظم الجولان العربي السوري ومنابع المياه في لبنان، وما ان توقف هذا العدوان واستقر الصهاينة في الأرض المحتلة حتى باشرت الحكومات الصهيونية في إقامة المستعمرات الاستيطانية في الضفة الغربية وغزة والجولان حيث شرع الصهاينة في استغلال ثرواته المائية والزراعية والطبيعية وفي الوقت نفسه دمرت مدينة القنيطرة بالكامل والعديد من قرى الجولان العربية من أجل طمس هويتها العربية السورية وإضفاء الصفة اليهودية عليها.
وبلغت ذروة التهويد للجولان بإصدار الكنيست الصهيوني قراراً باعتبار الجولان جزءاً من الكيان الصهيوني وذلك في 14-12- 1981 لكن المواطنين العرب السوريين أصحاب الأرض في الجولان، ردوا على هذا العدوان بضم أرضهم بالتمسك بهويتهم العربية السورية وأكدوا للعالم أجمع أن الجولان جزء من أرض سورية وأنهم مواطنون سوريون ورفضوا وبشكل قاطع أي مساس بحقوقهم في أرضهم وانتمائهم لعروبتهم ولوطنهم سورية.
لقد اعتبرت الحركة الصهيونية وكيانها الغاصب توفير المياه جزءاً من احتياجاتها الأمنية ورفعت شعار (دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات) ولما كانت هضبة الجولان السورية ومنابع الأنهار التي تمر منها حيوية للصهاينة حيث تشكل هذه المياه ثلث ما يحتاجه الصهاينة من المياه فقد تمسكت حكومات الصهاينة المتعاقبة بالجولان وإذا كانت حكومة باراك قد وافقت على الانسحاب من هضبة الجولان فقد اشترطت حصولها على المياه وتمسكت بشاطئ بحيرة طبرية من أجل المياه واعتبرت المياه جزءاً أساسياً من رزمة الترتيبات الأمنية للكيان الصهيوني وتنكرت حكومات الكيان الصهيوني لكل قرارات هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن التي أدانت إقامة المستعمرات الاستيطانية سواء أكان ذلك في الضفة وقطاع غزة أم في الجولان واعتبرت الأمم المتحدة كل الإجراءات التي قامت بها هذه الحكومات باطلة وغير شرعية ويجب التراجع عنها لأن مثل هذه الإجراءات يخالف ميثاق الأمم المتحدة وإحكام القانون الدولي واعتبرتها عائقاً أساسياً وهاماً في إقامة السلام العادل في المنطقة.
|