Thursday 23rd December,200411774العددالخميس 11 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "حدث في مثل هذا اليوم"

وفاة مؤسس الدولة الفاطمية المعز لدين الله وفاة مؤسس الدولة الفاطمية المعز لدين الله

في مثل هذا اليوم من عام 975 توفي الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الفاطمي رابع الخلفاء الفاطميين ومؤسس الدولة الفاطمية في مصر، بعد أن فتحها قائده جوهر الصقلي.
فقد تطلع الفاطميون منذ أن قامت دولتهم في المغرب إلى فتح مصر، فتكررت محاولتهم لتحقيق هذا الحلم غير أنها لم تكلل بالنجاح، وقد بدأت هذه المحاولات منذ عام 913 أي بعد قيام الدولة بأربع سنوات، الأمر الذي يؤكد عزم الخلفاء الفاطميين على بسط نفوذهم على مصر، وكان فشل كل محاولة يقومون بها تزيدهم إصراراً على تكرارها ومعاودتها مرة بعد مرة، ونبهت هذه المحاولات الخلافة العباسية إلى ضرورة درء هذا الخطر، فدعمت وجودها العسكري في مصر، وأسندت ولايتها إلى محمد بن طغج الإخشيد، فأوقفت تلك المحاولات إلى حين.
تولى المعز لدين الله الخلافة الفاطمية في سنة 952 خلفاً لأبيه المنصور أبي طاهر إسماعيل، الخليفة الثالث في قائمة الخلفاء الفاطميين، وكان المعز رجلاً مثقفاً يجيد عدة لغات، مولعاً بالعلوم والآداب، متمرساً بإدارة شؤون الدولة وتصريف أمورها، كيّساً فطناً، يحظى باحترام رجال الدولة وتقديرهم.
وانتهج المعز سياسة رشيدة، فأصلح ما أفسدته ثورات الخارجين على الدولة، ونجح في بناء جيش قوي، واصطناع القادة والفاتحين وتوحيد بلاد المغرب تحت رايته وسلطانه ومد نفوذه إلى جنوب إيطاليا.
ولم تغفل عينا المعز لدين الله عن مصر، فكان يتابع أخبارها، وينتظر الفرصة السانحة لكي يبسط نفوذه عليها، متذرعًا بالصبر وحسن الإعداد، حتى يتهيأ له النجاح والظفر.
كانت مصر خلال هذه الفترة تمر بمرحلة عصيبة، فالأزمة الاقتصادية تعصف بها والخلافة العباسية التي تتبعها مصر عاجزة عن فرض حمايتها لها بعد أن أصبحت أسيرة لنفوذ البويهيين الشيعة، ودعاة الفاطميين يبثون دعوتهم في مصر، يبشرون أتباعهم بقدوم سادتهم، وجاءت وفاة كافور الإخشيدي سنة 968 لتزيل آخر عقبة في طريق الفاطميين إلى غايتهم، وكان كافور بيده مقاليد أمور مصر، ويقف حجر عثرة أمام طموح الفاطميين للاستيلاء عليها.
وحين تولى زمام الأمور أبو الفضل جعفر بن الفرات ولم تسلس له قيادة مصر، وعجز عن مكافحة الغلاء الذي سببه نقص ماء النيل، واضطربت الأحوال، وضاق الناس بالحكم، كتب بعضهم إلى المعز يزينون له فتح مصر ولم يكن هو في حاجة إلى من يزين له الأمر، إذ كان يراقب الأوضاع عن كثب، ويمني نفسه باللحظة التي يدخل فيها مصر فاتحاً، فيحقق لنفسه ما عجز أجداده عن تحقيقه.
حشد المعز لدين الله لفتح مصر جيشاً هائلاً، بلغ 100 ألف جندي، أغلبهم من القبائل البربرية، وجعل قيادته لواحد من أكفأ القادة هو جوهر الصقلي، الذي نجح من قبل في بسط نفوذ الفاطميين في الشمال الأفريقي كله، وخرج المعز في وداعهم في 4 من فبراير 969 ولم يجد الجيش مشقة في مهمته ودخل عاصمة البلاد في 6 يوليو 969 دون مقاومة تذكر، وبعد أن أعطى الأمان للمصريين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved