Thursday 23rd December,200411774العددالخميس 11 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مدارات شعبية"

مدار الشمس مدار الشمس
انتقاء الأصدقاء
رشيد الفريدي

تظل الأرواح كالطيور المهاجرة.. ما توافق منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف. والنفس البشرية بطبيعتها تميل إلى مَنْ يكسب ودها، وتود مَنْ يحسن اليها.. وكما قال الشاعر:


أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
فطالما استعبد الإنسان إحسان

ومع مرور الزمن تنشأ علاقة غير عادية تفرضها ظروف الحياة، سواء في العمل أو الجوار أو القرابة.. وربما للصدفة دور في ذلك.
ومع إيقاع العصر وتقلبات الاحداث تتبلور جسور الصداقة، وترسم الايام معالمها ويقوى نسيجها.. ولكن المحك الحقيقي لمدى هذه الصداقة ومتانتها ومغزاها هو النوائب والمواقف الصعبة والمنعطفات الحرجة التي تمر بالانسان، حيث يتذكر أصدقاءه الأوفياء، ولكنهم يندرون عند الحاجة إليهم.. يقول الشاعر:


وما أكثر الأصحاب حين تعدهم
ولكنهم في النائبات قليلُ

إنَّ للصداقة وجهاً مشرقاً، وغايات نبيلة، وأهدافاً سامية إذا بُنيت على الصدق والمحبة والتضحية والوفاء.. وهناك الكثير من القصص والأسماء التي حفظها ديوان العرب، وتناقلها الناس.. وهذا النوع من الصداقة تزيده الظروف قوة وصلابة. وعلى العكس تماماً، فهناك وجه قبيح لصداقة المصالح، اتخذها أصحابها جسوراً للوصول إلى أطماعهم، حيث تنقصم عرى هذه الصداقة بزوال المصلحة أو بالوصول إلى الغاية.. وكما يقول المثل (من أحبك على شيء كرهك على فقده).
* في هذا الزمن اختلط الحابل بالنابل، وأصبح الصديق الصدوق عملة نادرة، بل وصل الأمر إلى صداقة السوء، حيث ينسج شراء الاصدقاء حبائل الغدر والمكيدة لاصدقائهم، وحكمتهم: (الغاية تبرر الوسيلة).
فعلينا أن نُعيد النظر في صداقاتنا، وأن نحسن اختيار الصديق في زمن قلَّ فيه الصدق.
قبل الوداع
أبيات معبرة للشاعر المبدع صالح الضويحي تصور الصداقة:


الصداقة فوق ما بعد الصداقة من مصالح
والمصالح ما تغير شي من صدق الصداقه
من شرب حتى ارتوى صاف القراح وقال مالح
مثل من يبني معك من شان غاياته علاقه
الصداقة صدقها مثل الفديع بحب شالح
طاهرة ما هزها كذب الكذوب ولا نفاقه


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved