إذا كان ازدهار وانتشار الرياضات المختلفة بسبب مساهمتها الكبيرة للحفاظ على الصحة العامة، وأثرها المباشر في الوقاية من أمراض العصر، كأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، فإن هناك فوائد أخرى للياقة البدنية جديرة بالأخذ بها، حيث شملت النواحي النفسية في حياة الفرد، مما أسهم في تخفيض الضغوط النفسية على الممارس لها.. إضافة إلى أثر الرياضة بوجه عام على التخلص من الاكتئاب المنتشر بين عدد من شباب اليوم، حيث إن ممارسة الفرد للألعاب الرياضية تولد عنده شعوراً بالإنجاز وتجعله يستبدل عادات سيئة بعادات حميدة.
كما أنها تصرف الشباب عن مشاغل ومشاكل الحياة اليومية، وتجعل نومه منتظماً مما يزيده نشاطاً وحيوية خلال يوم عمله.
ومعلوم أن الاهتمام بأثر الرياضة على النواحي النفسية لم يأتِ إلا متأخراً، والإسلام وقبل أربعة عشر قرناً فيه إشارة واضحة لتلك الآثار النفسية الحميدة، حيث وجه إلى ممارسة رياضة الرمي، وهي الرياضة الأكثر شعبية في ذلك الوقت، لإزالة الهم الذي قد يلحق بالمرء نتيجة لظروفه الاجتماعية والاقتصادية، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما على أحدكم إذا لج به همه أن يتقلد قوسه فينفي به همه).
وبعد، أقول:
إنَّ اللياقة البدنية لها أهميتها النفسية إلى جانب الأهمية الجسدية والاجتماعية والروحية.
د. زيد بن محمد الرماني/ عضو هيئة التدريس
بجامعة الإمام محمد بن سعود |