ذات مرة سُئل القاص محمود تراوري عن البداية الأولى في مشواره.. فقال: البدايات كانت ولعاً بالكتابة وكانت عبارة عن خربشات طفولية ونزق مراهق ومجرد خواطر لا يحكمها نسق أدبي محدد، ثم تطورت عملية الابداع مع تنامي الوعي وتكثيف القراءة والاطلاع والالتصاق بالواقع ومحاولة كشف آلامه وآماله.
وعن رؤيته حول من يصنع الأديب قال: هناك من يقول ان المعاناة تصنع الأديب؛ فبقدر ما تتألم وتعاني بقدر ما تبدع.
وبالنسبة لي فإن ألمي وإحساسي بالغربة دفعاني لعشق الأدب ولذلك صرت ابثه أحزاني.. واستحضر عالما واسعا للفرح وإن كان فرحا مؤقتاً إلا أنني أجد فيه عزاء وهروباً من الوحدة والغربة.
الكتابة تمثل لي.. متعة معايشة اللغة والاحتراق في أتونها ومعاناة في كيفية تجميل هذه المعايشة وتهذيب هذا الاحتراق.
وبشأن موقع القصة السعودية أشار تراوري الى ان القصة السعودية متقدمة في الخليج ولا يضاهيها سوى القصة في البحرين وان تفوقت القصة السعودية بكثرة القصاصين وتنوع واقعهم جغرافيا وتاريخياً وديموغرافيا.
وعن مدى تأثير الثقافة والأدب ذكر انهما نتاج لأي واقع؛ فإذا كان هذا الواقع مادياً ذا قيم استهلاكية فإنه بالضرورة ينتج أدبا يتماشى مع هذا الواقع. وأوضح انه لا يعرف لماذا اختار القصة..
وقال: هكذا وجدت نفسي أكتب القصة وأجول في فضاءاتها الجميلة والمتسعة الآفاق.
|