الجمل رمز من رموز الصحراء الباقية وسمة من سمات التراث الخالدة، وإن انتفت حاجة الإنسان إليه في السفر والسواني وحمل الأثقال في وقت مضى إلا ان هذا الحيوان سيقدر له البقاء وعدم الانقراض لحاجة الإنسان للحمه وحليبه بل والاستثمار فيه للترفيه والثراء (رياضات سباق الهجن ومزاين الإبل)، وهو أكثر حظاً من رفيقه (الحمار) الذي يوصم بالغباء وسوء السمعة والذي انقرض أو كاد حيث تلاشت حاحة الإنسان إليه لانعدام فائدته والاعتماد عليه في وقتنا الحاضر.
ولكن الجمل ذلك الحيوان الذي ما فتئ يحتل من قلوبنا ووجداننا حيزاً لا يستهان به كمصدر للغذاء والكساء ومجالاً للترفيه في رياضات شعبية عريقة، كثيرا ما يقع في أيد غير أمينة ولا واعية تعمل على إطلاقه بلا روية ليرعى بحرية في البراري فيجوس خلال الطرق الصحراوية ويخترقها دونما قيود ومراقبة الأمر الذي يتسبب في اصطدام السيارات به - وبخاصة في الليل - لعدم تمييزه وبطء حركته وتثاقل مشيته وما ينجم عن ذلك من حوادث شنيعة وكوارث مريعة تزهق بسببها الأرواح وتذهب فيها الأملاك.
وحيث مازلنا بين حين وآخر نقرأ في الصحف ونسمع من أفواه الناس عن تلك الحوادث المرورية المريعة التي يكون الجمل طرفاً في حدوثها فإنا نسائل الجهات المعنية بوقف هذا النزيف الدموي ووضع نهاية لتلك المآسي الإنسانية وذلك بالضرب بيد من حديد على أولئك المستهترين والعابثين بأرواح الناس من ملاك ورعاة لتلك الإبل السائبة وتحميلهم المسؤولية ومحاكمتهم وتغريمهم ومصادرة أملاكهم.
|