سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
سبق وأن كتبت موضوعاً تعقيباً على مقالة الأستاذ عبد الله الكثيري التي نشرت في عدد (الجزيرة) ذي الرقم 11691، الصادر يوم الجمعة 17 من شعبان 1425هـ، وكان عنوان مقالة الكثيري يوم في الجنوب يقصد (جنوب الرياض) الذي وصفه بالمنسي المغلوب على أمره.. الخ، وقد نشر ذلك التعقيب في عدد الجزيرة رقم 11702 في 28 شعبان 1425هـ تحت عنوان (نعم متى سيتخلص جنوب العاصمة من مياه المجاري ومتى سنشاهد التلفريك في قمم جبال طويق؟!) وقد جاء ضمن التعقيب (أن سكان مدينة الرياض يعلقون آمالاً كبيرة على من يعنيهم الأمر أن تتحقق رغباتهم وطموحاتهم المتمثلة في إنشاء تلفريك وإقامة حدائق عامة ومراكز ترفيهية وبحيرات مائية اصطناعية رفيعة المستوى وتحسين الشوارع والمداخل لتليق بعاصمة تعد من كبريات العواصم في العالم.. فهل تتحقق الأمنيات ونشاهد تلفريك الرياض ينطلق من قمم جبال طويق ونرى الرياض وقد تحولت إلى درة تجتذب السياح والزوار بدلاً من مغادرتها وهجرها كل صيف لمدة ثلاثة أشهر!؟.. الخ.. ونحن عندما نكتب عن أي موضوع ذا جدوى وفائدة فإننا على يقين بأن من يعنيهم الأمر لا يترددون في التجاوب والاهتمام بكل ما يهم وطننا ويحقق الرفاهية لأبنائه.
ومما يدلل على أن هناك اهتماماً وتجاوباً فقد قرأنا الخبر المنشور في جريدة (الجزيرة) العدد رقم 11749 الصادر يوم 16 من شوال 1425هـ تحت عنوان (وضع 14 مشروعاً ترفيهياً في أرض متنزه الثمامة) ونجد أن هذه المشاريع قد أفرحت سكان مدينة الرياض وأثلجت صدورهم نظراً لما لها من أهمية في نفوسهم ونفوس أبنائهم وسيكون لها انعكاسات إيجابية تتمثل في التسلية والترفيه وبالتالي الحد من السفر بحثاً عن أماكن الترفيه والتسلية خاصة في فصل الصيف كما يحدث في كل عام.
ولكن هناك نقطة مهمة جداً ينبغي التنبه لها والتوقف عندها، حيث إن إقامة مثل هذه المشاريع وحصرها في جهة واحدة (شمال مدينة الرياض) سيترتب على ذلك زيادة في الزحام والاختناقات المرورية ووقوع المزيد من الحوادث. فإذا علمنا أن سكان مدينة الرياض يعانون الآن من مشكلة الزحام أثناء تنقلاتهم من مكان لآخر في أغلب الشوارع، فكيف ستكون الحال!؟ عندما تقام هذه المشاريع في مكان واحد (جهة واحدة) لأنه من الصعوبة بمكان أن يستوعب طريق الجنادرية الثمامة حركة السيارات التي ستنطلق من جميع أرجاء مدينة الرياض التي يربو سكانها على أربعة ملايين نسمة سيما أيام نهاية الأسبوع والأعياد.. ولعلنا نأخذ مثالاً حياً، في ذلك وهو وقت فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة، فإننا نشاهد شدة الزحام على طريق الجنادرية الثمامة وكثرة الحوادث التي تقع يومياً على هذا الطريق طيلة مدة فعاليات المهرجان أضعاف الأيام العادية.. فهذا الطريق بحاجة إلى توسعة ورصف وإنارة وتشجير ليستوعب حركة المرور، وخاصة الوصلة الواقعة بين جامعة الإمام محمد بن سعود والجنادرية، مروراً بدوار العويضة.
إن طريق الجنادرية الثمامة ضيق جداً ولا يوجد فيه جزيرة في الوسط إلا حاجز خرساني قاعدته متر واحد وارتفاعه كذلك.
ومن هنا فإنه لا بد من إعادة النظر حول توزيع مثل هذه المشاريع الجديدة وغيرها من المرافق الحيوية المهمة لتشمل جهات مدينة الرياض كافة، لأن ذلك يحقق التوازن ويخفف من الزحام والاختناقات المرورية ويقلل من الحوادث المؤلمة التي تقع باستمرار، ويلبي رغبات وتطلعات جميع سكان مدينة الرياض مع العمل على توسعة طريق الجنادرية ورصفه وإنارته وتشجيره ليضيف للرياض جمالاً إلى جمالها.
فهل من نظرة من الجهات المعنية!؟ تكفل توزيع مشاريع الترفيه على مدينة الرياض ولفتة لهذا الطريق الحيوي المهم وما يماثله من الطرق والمداخل لعاصمة مملكتنا الغالية.
هذا مجرد تذكير ليس إلا، لأننا لا نشك في اهتمام وجهود المسؤولين في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض فيما يحقق السعادة والرفاهية للجميع.
هذا والله من وراء القصد.. والسلام عليكم.
عبد الله بن حمد السبر
الرياض ص. ب 32010 الرمز 11428 |