إنه عمل غير حضاري
محمد بن فيصل الفيصل - المجمعة

الكتابة على الجدران عمل غير حضاري، تمارسه فئة من الناس تجردت من الأخلاق الفاضلة، ولم تبالِ بمشاعر الآخرين، قد تمثلت فيها الأنانية بأقبح صورها، فمن يفعل ذلك منهم لا يرضى اطلاقاً أن يعمل معه، كما يفعل مع غيره. إن هذا العمل المهين له أسباب منها:
1- يجد بعض الشباب متسعاً من الوقت لا يدرون كيف يستغلونه، فينهمكون في تزجية هذا الوقت في ممارسة أعمال غير مسؤولة، ومنها الكتابة على الجدران.
2- مشاهدة الأفلام والمسلسلات الماجنة، التي تبثها بعض القنوات الفضائية، تثير فيهم الغرائز الكامنة، فيعبرون عما يعتلج في صدورهم بعبارات الحب والغرام.
3- ضعف الرقابة من قبل الوالدين، والتفكك الأسري، ومعاناة بعض الشباب من سوء العلاقة مع الآخرين، أو من بعض العلل النفسية، كل ذلك يدفعهم لارتكاب مثل تلك السلوكيات الخاطئة.
4- ضعف الوازع الديني، لدى بعض من يسلك هذا الجانب المحرف.
5- الامن من إنزال العقوبة الرادعة، فيمن يتخذ هذا الاتجاه مسلكاً.
6- التنافس غير الشريف في تشجيع الأندية، يدفع البعض لتدوين عبارات تحط من شأن الأندية الأخرى ولا عيبها.
7- الاستهتار الذي يطبع تصرفات بعض الشباب، وعدم المبالاة بمشاعر الآخرين.
8- الاكتفاء بنقد تلك التصرفات المنحرفة، والتضجر منها في المجالس والمنتديات، وعدم بذل الجهد في تغيير هذا الوضع.
9- قناعة بعض أولياء أمور هؤلاء الشباب، ببراءة أبنائهم مما ينسب إليهم، ومن ثم انزعاجهم من نصح الآخرين لهم.
10- الصحبة إما أن تكون ايجابية، تدفع لفعل الخيرات، أو سلبية تقود لارتكاب المنكرات.
أما علاج هذه الظاهرة، فيتمثل في الآتي:
1- يجب على أولياء الأمور شغل أوقات فراغ أبنائهم، فيما يعود عليهم بالنفع، فيتيحون لهم فرصة مشاركتهم في تيسير أعمالهم، وإناطة مسؤولية شؤون البيت على كواهلهم، واصطحابهم معهم عند زيارة الأقارب والمعارف، وتشجيعهم على حضور المناسبات والاشتراك في الإعداد لها.
2- مشاركتهم آمالهم، والتفاعل مع مطالبهم، واعانتهم على تحقيق النافع من غاياتهم.
3- تجنب إهانتهم وتوبيخهم أمام الآخرين، واختيار الألفاظ المناسبة لتعديل سلوكياتهم الخاطئة.
4- الايحاء لهم ان متابعة المسلسلات ومشاهدة الأفلام يتنافى مع مطالب ذوي الهمم العالية والمقاصد الحسنة.
5- تبصيرهم بتعاليم دينهم، وحثهم على الالتزام بها، ففي ذلك السعادة الحقيقية التي ينشدها الجميع.
6- الابتعاد عن المغالاة في تنمية الذات، لدى الأبناء، حتى لا يحتقروا الآخرين.
7- مساعدة الجهات المسؤولة عن تعديل مثل هذه الأخطاء، وتقبل نصح الناصحين.
8- غرس فضيلة كظم الغيظ والعفو والمسامحة في نفوس الناشئة.
9- الاكثار من الموضوعات التي تتحدث عن أضرار الكتابة على الجدران، وغيرها من الأماكن.
وفي الختام: تعاون الجميع وقيام كل بدوره، كفيل إن شاء الله بالقضاء على تلك الظاهرة.
وفق الله الجميع لما فيه الخير