لقد أثار انتباهي واشمئزازي في نفس الوقت ما بثته إحدى المحطات الفضائية لمباراة مثيرة طبعاً ليست ضمن تصفيات كأس العالم ولكنها مباراة بين كلبين يتصارعان في الحلبة والانتصار يسجل لصاحب الكلب الفائز بعد موت أحدهما، لن أطيل في سرد مشاهد تلك المباراة المقززة للنفس وما سال فيها من دماء وما تقطع منها من أشلاء حتى أن هناك طبيباً بشرياً يقوم بدوره على أكمل وجه ويجيء من وراء الجمهور الذي خلف الحلبة ويدخل بعناية ويقوم بوصل ما تقطع من أشلاء لأحد الكلبين والذي استوقفني وأريد قوله بعد نهاية هذا السباق الماراثوني الذي تم بين حيوانين لا حول لهما ولا قوة إلا أن يمتعا جمهور النظارة وبعدها إلى الموت أو إلى الجحيم كما يصفون، وبصفتي كمسلم غيور أتساءل أين جمعيات الرفق بالحيوان والتي يزعمون أنهم يدافعون عن حقوقهم؟.. وأقول كذلك بصفتي مسلماً غيوراً أيضاً وتعليقاً على ما قالته الممثلة الفرنسية الغابرة صاحبة الإغراء آنذاك بريجيت باردو (ب ب) لقد قالت بالحرف الواحد إن المسلمين وحشيون إذ يذبحون الحيوانات بصفة جماعية وذلك وقت عيد الأضحى المبارك، إنني في هذا المجال لست بصدد الدفاع عن الإسلام العظيم ورد التهم عنه لأن ديننا السمح واضح لكل عاقل ومنصف حتى من غير المسلمين ولكن نعيق تلك الشمطاء حز في نفسي وأوردت بعض الإيضاح لمن قد تختلط عليهم بعض المفاهيم العامة، أن هذا التباكي المموج من جمعية الرفق بالحيوان على لسان الفرنسية بريجيت باردو وبخصوص ذبح المسلمين للأضاحي وما فيه من عنف ووحشية، كما أفادت طبعاً، ونقول لها أين دموعك وعويلك من تلك المباراة التي نقلت للعالم على الملأ وما اعتراها من وحشية حتى الموت؟!!
إن الغرب الذي يدعي الرفق بالحيوان لا يرفق بالإنسان أصلاً ونراه يبيد ظلماً وعدواناً تحقيقاً لأطماعه ومصالحه.
إن حقوق الإنسان شعار مزيف من الغرب لابتزاز الدول إن هي خرجت عن المسار، فمن باب أولى ألا يكون للحيوان اهتمام ما عدا الشعرات، وقد تكون إثارة برجييت باردو كنوع من التعويض بعدما فاتتها الأضواء الإعلامية ومحاولة رخيصة لتشويه صورة الإسلام، ثم نعود ونقول أين عاطفة الممثلة السابقة (ب ب) مما يجري حول العالم غير الإسلامي من وحشية وتعذيب للحيوانات بأنواعها ونذكر على سبيل المثال لا الحصر مصارعة الثيران بإسبانيا والتي تجري سنوياً على الملأ ونرى ما يصيب تلك الثيران المسكينة من طعون وتعذيب حتى الموت ومثلها مصارعة الديوك في بعض الدول وغيره!!
أما نحن المسلمين فنذبح الأضاحي استجابة لأمر ديننا العظيم وشريعتنا الغراء ونراعي في ذلك أبسط السبل وأيسرها في عملية الذبح حتى لا يتعذب الحيوان وقد أفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا ذبحتم فأحسنوا الذبح) وقيل إنه لا يجوز ذبح الحيوان أمام أخيه الحيوان وهو ينظر إليه، وكما نعلم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في المرأة التي دخلت النار بسبب هرة فلا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض، وكذلك الحديث الوارد عن كلب وغيره من الأحاديث الدالة على الرفق بالحيوان.
إن هذا البون الشاسع بيننا وبينهم إنما تحكمه الشريعة الإسلامية ونظرتنا الإنسانية الشاملة وشتان بين ما يدعون إليه وما يقومون به ويمارسونه من وحشية وتعذيب لتلك الحيوانات المسكينة وبين رحمة وسماحة ديننا الإسلامي في التعامل مع الحيوان لتحريم إيذائها أو تعذيبها.
ولكنها الهجمة الشرسة المبيتة ضد الإسلام والمسلمين ومحاولة تشويه هذا الدين من قبل أعدائه في كل وقت وزمان، وصدق الله تعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} صدق الله العظيم.
|