في تراجم الأعلام ذكوراً وإناثاً والكتابة عنهم سيرة وتاريخاً تنشأ الفكرة عن المجتمع من زوايا ثقافة مثقفيه وإنجازاتهم العملية أو العلمية أو الاقتصادية أو السياسية والفكرية والطاقات والإبداعات الإنسانية على الوجه البشري عموماً بل إن هذه السيرة التاريخية بما تحمل من الشهادات والمعلومات والعمليات البطولية للعلم أو الشخصية المرموقة في مجالات الحياة الإنسانية لهي صفحات مشرقة من ذاكرة الأيام والزمان والتاريخ يعمد إلى تسطيرها بالقلم المنصف والنظر المستبين والفكر الصافي المؤرخ الإنسان العالم العادل الراسخ في هذا المجال التاريخي المهم والميدان الأدبي والاجتماعي الواسع.
إنه تاريخ الإنسانية وتراثها الثري الغني بسير الأعلام الميامين وذكرهم المبارك وعلمهم النافع وعملهم الصالح سواء في الشؤون الحياتية والدينية أو الاجتماعية والعملية والمعرفية والأدبية والفنية العامة.
فالدنيا ميدان للعمل والحياة مجال للإنجاز والكاتب البصير هو المؤرخ الذي يعمد إلى هذه الأعمال وهذه الإنجازات ليدون لا العلوم والآداب، بل ما أفاد به الأعلام المذكورون في حياة الناس ودنياهم الإبداعية من إفادات لحياتهم أو مساعدات معنوية لأفكارهم أو إنجازات لما يطمحون للوصول إليه في حياتهم العامة الحاضرة والمستقبلية وهكذا يخدم الكاتب عن الأعلام الناس في كل زمان، لا ليؤرخ لهم بقدر ما أن يلبي المطالب الإنسانية من خلال هذه السير الشخصية التي يكتبها إفادةً لا تاريخية أو هلامية بل واقعية وعملية وفعلية إنجازية.
وهذا هو الجانب المهم من التاريخ الإنساني والسير الاجتماعية للشخصيات الأعلام والأبطال في أي ميدان وفي أي زمان فالعمل أو المنجز هو الباقي والفعل العملي هو المخزن الأمين لتاريخ الأمة ذكوراً وإناثاً كباراً وعظماء وأبطالاً وشخصيات. وإلا فما جدوى التاريخ إذاً؟ ما يفيد إذا لم ينفذ ما يريده قراء التاريخ من خلال المترجم لهم! وما العمل بلا علم أو أدب أو اجتماع؟ إن الفكر الإنساني يثبت بالعملية العلمية والبيان المفيد ثقافة وفنوناً وآداباً! اقتصاداً وتاريخياً واجتماعاً وسياسة!!
على هذه الوثيرة المنهجية من الإنجازات والأفعال يكون التاريخ وتدون السيرة ويكتب الكاتب ويسجل السمع والبصر والفؤاد!! على صفحات الأزمنة وورقات التاريخ الفكري للإنسانية جمعاء.
وبذلك تتقدم المجتمعات وترقى الأمم على مر الزمان والحق إن الكتابة عن الأعلام ليست بالمهمة اليسيرة أو العملية السهلة فهي تتطلب المعرفة بالتاريخ والبصيرة بالشخصيات والدراية بالسيرة الوسيعة التي تثري التاريخ بالحيوية والعلم بالإفادة الواقعية.
ولا بد من الغوص في بطون الكتب والأسفار بالتلقي للتعرف والاستفادة والمعرفة عن كثب والدراية بالبيئات التي تفي بالمعلومات والوقوف على مشارف البلدان التي قد يكون للكاتب المؤرخ رجل السيرة اهتمام وأي اهتمام؟
بهذا البطل العلم أو المرأة ذات الشأن العظيم!! في تسجيل منجز أو تدوين حادثة وتسطير معلومة من المعلومات أو كتابة أثر فني أو أدبي أو علمي ثقافي! وهذه العناصر هي المعرفة بأصول الكتابة التاريخية وتدوين السيرة الخالدة، والخبرة الأدبية والبصر بمن كان عمله هو الدافع للكتابة التاريخية عنه كبطل من الأبطال وسلطان من أساطين الدنيا الزاخرة بالعاملين والعاملات والعالمين والعالمات والمثقفين والمثقفات ونجوم اللغة والدين والتاريخ والعلم والفن والأدب والحكم الحق والسلطان العادل والأمير أو الوزير من رجالات الملوك والرؤساء الميامين وعساكرهم المجاهدة في سبيل الدين والأمة والبلاد والعباد فالتاريخ لهؤلاء الأعلام وسيرهم طويلة الذكر والتسجيل نظراً لتعددهم الشخصية وإنجازاتهم الكثيرة وأعمالهم الخيرية وعلومهم وآدابهم وثقافاتهم الكثيفة العدد والعُدد.. في الأزمنة والأمكنة وعبر السنين والعهود.
وأقول إن الحديث يطول ولا بد من الإلماح بالرجوع إلى مصدر المعرفة التاريخية لتراجم الأعلام من الرجال والنساء كالأعلام لخير الدين الزركلي ومعجم المؤلفين لعمر رضا كحالة وما كتب الدكاترة محمد يوسف نجم وشوقي ضيف وشاكر مصطفى وإحسان عباس وسواهم ممن خدموا تراث الإنسانية الخالد.
|