Thursday 23rd December,200411774العددالخميس 11 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "شعر"

الإرهاب وشمس الحقيقة ..!! الإرهاب وشمس الحقيقة ..!!
شعر : خالد الخنين

مُدِّي إلى أُفقِ الضِّياءِ جُسُوري
فأنا بصدْركِ خفقةٌ من نورِ
ما زال حُضْنُكِ بالمحبَّةِ دافئاً
ما زال صدْرُكِ ملْعَبي وسَرِيري
ما زلتِ تاريخِي وبيتَ قَصِيدَتي
وتنفُّسَ الأمجادِ بين سطوري
أغلى بلادِ الأرضِ أنتِ وفي دَمِي
تجْرِينَ أغنيةً ونهرَ عبيرِ
وعلى رِمَالكِ يسْتَرِيحُ بنو أبي
وحِرَابُهُمْ كالنُّورِ في الدَّيجورِ
كانُوا مشاعلَ للهِدَايَة والعُلَى
وملاذَ كلِّ مشرَّدٍ وفقيرِ
فتحوا بلادَ الله بالهدي الَّذي
حَملُوا مع التهليلِ والتكبيرِ
حفظوا تعاليمَ السَّماءِ وبعضُها
إنقاذُ شاكٍ أو فكاكُ أسيرِ
هذا أنا عَنْهُم ورثتُ هويَّتي
والحبُّ مصدرُ نشوتي وسُروري
أفردتُ من قِمَمِ الإباء جوانِحي
وغرستُ في عُمقِ التُّرابِ جُذُورِي
وأنا الغَيُورُ عليهِ أرفضُ أنْ أرَى
وطني مراحَ الغدْرِ والتَّدميرِ
هو ليسَ من هَذِي البلادِ وأهلِها
من ليسَ فيها صَافِيَ التفْكِيرِ
الدِّين علَّمنَا الأخُوةَ فَلْيَمتْ
بالكيدِ كلُّ منافقٍ مأجورِ
ستظلُّ نجدٌ والحجازُ كمَا هُمَا
أبداً مدارَ العِلمِ والتَّنْويرِ
سيَظلُّ تاريخُ البِلادِ مُحصَّناً
مَهْمَا أرادَ لهُ شهودُ الزُّورِ
سنظلُّ باسم الله نَحْمِي بيْتَهُ
نَحْمِيهِ من جانٍ ومن مَوْتُورِ

***


يا منْ يروِّعُ في الليالي آمناً
ويُخيفُ جفناً كان جِدَّ قريرِ
يا منْ يُكرِّسُ للجريمةِ وقتَهُ
ويريحُهُ لونُ الدَّم المهدورِ
يا منْ يتاجر بالعقيدة كاذباً
ويُثير عِصْيَاناً بلا تفكيرِ
هذا كتابُ الله يحْكُمُ بيْننَا
وتوحُّشُ الجهلاءِ جدُّ قصيرِ
الطَّيْرُ آمنةٌ وكلُّ حمامةٍ
لاذتْ بمكةَ بالحِمَى المَعْمُورِ
فبأيِّ شَرعٍ تُسْتَباحُ مدارسٌ
ومصانعٌ للخيرِ والتطْويرِ؟
هذي رياضُ العزِّ منْ يغتالُ ما
بين الخَمَائِلِ من شَذىً وعَبيرِ؟
أغلى من الدُّرِّ اليتيمِ تُرابها
والرَّملُ نسجُ زبرْجَدٍ وحريرِ
من رام شبراً رام طيَّ حياتِه
وكذا جزاءُ الحاقِدِ الشريرِ

***


يا معشراً تخذوا الضَّلالةَ مَرْكَباً
هذا الطريقُ الصَّعْبُ جدُّ خطيرِ
أيامُكم معْدُودةٌ وطُقوسُكُم
مرفُوضةٌ وقليلةُ التأثيرِ
واللاعبون بهَلْوَسَاتِ عقولِكمْ
قد أخْطَأوا في الحَدْسِ والتَّقديرِ
والعينُ ساهرةٌ وهَذَا مَوْطِنٌ
في وجْهِ أهْلِ البَغْي عاليَ السُّورِ
والشَّعبُ غَذَّ السَّيرَ خلفَ مَلِيكِهِ
سمْحُ العقيدةِ واضحُ التَّعبيرِ
إذْ لا مكاَنةَ للضلالةِ بيْنَنا
يا (نجدُ) هُبِّي يا جبالَ (عسيرِ)
يا نخلُ قاتِلْ منْ يقاتِلُ أهْلَهُ
يا كلَّ وديانِ الجزيرةِ مُورِي
مُورِي علَى الأشْرَارِ كُونِي واحةً
للكبْرياءِ بِلا ونًى وفتورِ
الشمسُ ساطعةٌ على هذا الثَّرى
فَلْيَنْدَحِرْ أهلُ العيونِ العُورِ

***


يا أيُّهَا الوطنُ المنيعُ ترابُهُ
يا بيتَ كلِّ مهذَّبٍ ووقورِ
من كبريائكَ أسْتمدُّ سعادتي
ولأنتَ من عبثِ الجُناةِ مُجيري
ماذا أقولُ لمنْ يُسيء لطفلةٍ
ويجيزُ (يا لَلْغدرِ) ذبْحَ صغيرِ؟
ماذا أسمِّي من يقودُ عِصابةً
ويحضُّ شرذمةً على التفجيرِ؟
ماذا أفسِّرُ ما أراهُ من الأذَى
والأرضُ قد عجزَتْ عن التفسيرِ؟
أوَتَسْرِقُ الأحلامَ من أجفانِنَا
وتثيرُ ألفَ جَهنمٍ وسَعِيرِ؟
الغادرون وإنَّهُم من جِلْدَتي
والقاتلون قبيلتي وعَشِيري
أكلُوا من الْخَيْرَاتِ في وطني ألاَ
لا يُنكِرُ الإحسانَ غيرُ حقيرِ
لبسوا ثيابَ العزِّ فوقَ تُرَابِه
شَرِبُوا مع النَّعْماءِ ماءَ غديرِ
هو ليس منَّا من يزوِّر منهجاً
ويريدُ للأوطانِ شرَّ مَصِيرِ
فبأي عُذرٍ أنتَ تسْحَبُ مُدْيةً
لدمارِ أمجادٍ وطَعْنِ ظُهورِ؟
وبحملِ أيِّ كتابِ حقّ تدَّعي
وتُفجِّرُ الواحاتِ كالتَّنُّورِ؟
وطنٌ سعوديُّ الشمائلِ لم يَزَلْ
صونَ الحرَائرِِ والعيونِ الحُورِ
وطنٌ سعوديُّ المروءةِ لم يزلْ
وهْوَ الكبيرُ مراحَ كلِّ كبيرِ
دستورهُ لغةُ السَّماءِ فبُورِكَتْ
لغةُ السَّماءِ وعُزَّ من دُستورِ
يقتادُه الأمناءُ نحوَ خلاصِهِ
أبداً.. بحُسْنِ الحُكْمِ والتَّدْبيرِ
يا واحةَ الحُبِّ المُقدَّسِ والهُدَى
سجدَ الزَّمَانُ لهديكِ المظفورِ
وعلى رِمالكِ قامَ صَرْحُ رسالةٍ
شَمَخَتْ بكلِّ مفكِّرٍ وخبيرِ
ساسُوا الرَّعية بالأناة وجاهدوا
صدقاً بِغَيْرِ تزلُّفٍ وغُرورِ
واستلهموا أُسَّ اليقينِ ليوصِلُوا
أسَّ الحقيقةِ بالغدِ المنْظُورِ
ما همَّ أنَّ الجانحين تميَّزوا
غيظاً وهم من مارقٍ وكفورِ
عطفُ الأبوةِ مدَّ كفَّ حنانهِ
وعفَا علَى منْ تابَ عفوَ قدِيرِ
فقبستُ نور الشعر من كلماتهِ
ونظمتُها من دُرِّهِ المنثورِ
وطنٌ يصون ترابَه أبناؤه
من دون إبطاءٍ ولا تأخيرِ
وتردُّ دفءَ الذكرياتِ لخائفٍ
وتُعيد ريشَ جناحِهِ المكْسُورِ
وعلى مَدى بصري أراه خمائلاً
فَتَّانةً في الوصفِ والتَّصْوِيرِ
وأرى الحياةَ تسيرُ دونَ توقُّفٍ
وتزيحُ صخرَ جَهالةٍ وشرورِ
وأرى المُحصَّبَ والعقيقَ كأنما
زحَفَا لصبحٍ بالوفاءِ منيرِ

***


وتعانقَ الماضي بكلِّ جَمالِه
والحاضرُ الزَّاهي بلا تكْديرِ
فإذا اليبابُ القفرُ يَغدُو أخضراً
وإذا السَّنا يَغْدُو سياجَ الدُّورِ
من هذه الأرضِ الكريمةِ مولِدِي
وغدي ويومُ قيامتي ونُشُورِي
فعليكَ يا وطنَ السَّلامِ تحيَّتي
ما مرَّ فوقَ الرَّملِ موجُ بحورِ
وطنٌ بلونِ الشَّمسِ لونُ تُرابهِ
ما فيه غَيْرُ ضَرَاغِمٍ ونُسورِ


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved