يا أيُّهَا الوطنُ المنيعُ ترابُهُ
يا بيتَ كلِّ مهذَّبٍ ووقورِ
من كبريائكَ أسْتمدُّ سعادتي
ولأنتَ من عبثِ الجُناةِ مُجيري
ماذا أقولُ لمنْ يُسيء لطفلةٍ
ويجيزُ (يا لَلْغدرِ) ذبْحَ صغيرِ؟
ماذا أسمِّي من يقودُ عِصابةً
ويحضُّ شرذمةً على التفجيرِ؟
ماذا أفسِّرُ ما أراهُ من الأذَى
والأرضُ قد عجزَتْ عن التفسيرِ؟
أوَتَسْرِقُ الأحلامَ من أجفانِنَا
وتثيرُ ألفَ جَهنمٍ وسَعِيرِ؟
الغادرون وإنَّهُم من جِلْدَتي
والقاتلون قبيلتي وعَشِيري
أكلُوا من الْخَيْرَاتِ في وطني ألاَ
لا يُنكِرُ الإحسانَ غيرُ حقيرِ
لبسوا ثيابَ العزِّ فوقَ تُرَابِه
شَرِبُوا مع النَّعْماءِ ماءَ غديرِ
هو ليس منَّا من يزوِّر منهجاً
ويريدُ للأوطانِ شرَّ مَصِيرِ
فبأي عُذرٍ أنتَ تسْحَبُ مُدْيةً
لدمارِ أمجادٍ وطَعْنِ ظُهورِ؟
وبحملِ أيِّ كتابِ حقّ تدَّعي
وتُفجِّرُ الواحاتِ كالتَّنُّورِ؟
وطنٌ سعوديُّ الشمائلِ لم يَزَلْ
صونَ الحرَائرِِ والعيونِ الحُورِ
وطنٌ سعوديُّ المروءةِ لم يزلْ
وهْوَ الكبيرُ مراحَ كلِّ كبيرِ
دستورهُ لغةُ السَّماءِ فبُورِكَتْ
لغةُ السَّماءِ وعُزَّ من دُستورِ
يقتادُه الأمناءُ نحوَ خلاصِهِ
أبداً.. بحُسْنِ الحُكْمِ والتَّدْبيرِ
يا واحةَ الحُبِّ المُقدَّسِ والهُدَى
سجدَ الزَّمَانُ لهديكِ المظفورِ
وعلى رِمالكِ قامَ صَرْحُ رسالةٍ
شَمَخَتْ بكلِّ مفكِّرٍ وخبيرِ
ساسُوا الرَّعية بالأناة وجاهدوا
صدقاً بِغَيْرِ تزلُّفٍ وغُرورِ
واستلهموا أُسَّ اليقينِ ليوصِلُوا
أسَّ الحقيقةِ بالغدِ المنْظُورِ
ما همَّ أنَّ الجانحين تميَّزوا
غيظاً وهم من مارقٍ وكفورِ
عطفُ الأبوةِ مدَّ كفَّ حنانهِ
وعفَا علَى منْ تابَ عفوَ قدِيرِ
فقبستُ نور الشعر من كلماتهِ
ونظمتُها من دُرِّهِ المنثورِ
وطنٌ يصون ترابَه أبناؤه
من دون إبطاءٍ ولا تأخيرِ
وتردُّ دفءَ الذكرياتِ لخائفٍ
وتُعيد ريشَ جناحِهِ المكْسُورِ
وعلى مَدى بصري أراه خمائلاً
فَتَّانةً في الوصفِ والتَّصْوِيرِ
وأرى الحياةَ تسيرُ دونَ توقُّفٍ
وتزيحُ صخرَ جَهالةٍ وشرورِ
وأرى المُحصَّبَ والعقيقَ كأنما
زحَفَا لصبحٍ بالوفاءِ منيرِ