* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة :
(إن قيادة الجيش الإسرائيلي أصدرت أوامر واضحة إلينا بقتل كل من يتجاوز الخط الأحمر، دون أي تردد وبدون انتظار الحصول على تصريح من القيادة.. لقد أطلقت النار بروح الأوامر العسكرية التي تلقيتها من قيادتي، لقد فعلت ما يفترض بي عمله، قلتم لنا انه يجب إسقاط كل من يدخل إلى منطقة النار.. إنكم تقولون لنا ذلك طوال الوقت..) هذه مقتطفات من أقوال الجندي الإسرائيلي، الذي قتل ناشط السلام البريطاني، توم هرندل، في رفح، في نيسان من العام الماضي..
وتعرض هنا (الجزيرة) حيثيات حادثة مقتل ناشط السلام البريطاني، الذي صارع الموت بعد إصابته برصاصة في عنقه، وأخضع للعلاج في لندن لمدة تسعة أشهر إلى أن فارق الحياة..
ويستدل من ملف التحقيق في جريمة قتل الناشط البريطاني، بنيران أحد جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في رفح، أن قيادة الجيش الإسرائيلي أصدرت أوامر واضحة إلى جنودها بقتل كل من يعتبروه (تجاوز الخط الأحمر) دون أي تردد وبدون انتظار الحصول على تصريح من القيادة.
وقال العريف الإسرائيلي (ت)، الجندي في وحدة الدوريات الصحراوية، خلال التحقيق معه في المحكمة العسكرية الإسرائيلية: إنه أطلق النار على هرندل بروح الأوامر العسكرية التي تلقاها من قيادته..
وقال حرفياً في رده على سؤال حول ما قاله لقائد الكتيبة حين سأله عن جريمته: قلت له إنني فعلت ما يفترض بي عمله، يجب إسقاط كل من يدخل إلى منطقة النار.. إنكم تقولون لنا ذلك طوال الوقت..
وأضاف الجندي القاتل: إنهم يقولون لنا دائماً: أطلقوا النار، لديكم تصريحاً بذلك..كل القوات المرابطة في فيلادلفي وشمالاً تطلق النار بدون أي تصريح على كل من يتجاوز الخط الأحمر.
واعترف هذا الجندي بأنه كذب عندما ادعى خلال التحقيق الأولي معه بأن الناشط البريطاني، هرندال، كان يرتدي ملابس عسكرية مرقطة ويحمل سلاحاً، وأطلق النار عليه.. وزعم أمام المحكمة بأنه ادعى في حينه ذلك، لأنه أطلق النار بدون إذن مسبق من قائد الكتيبة.. وادعى أن ذلك كله حدث تحت طائلة الضغط والخوف. وادعى القاتل بأنه لا يعرف أوامر فتح النيران، وبأنهم، في الجيش الإسرائيلي، لم يشرحوا له أبداً أي شيء حول هذه الوثائق..!!
وعندما ووجه بسؤال آخر حول تفسيره للأوامر التي كان يتسلمها من الجيش، زعم انه لا يجيد قراءة وكتابة اللغة العبرية، وادعى انه كان يعطي الأوامر لرفاقه في الكتيبة كي يشرحوها له..!!
وكان هذا الجندي قد أطلق النار على الناشط البريطاني في رفح، في نيسان 2003، أثناء نشاط سلامي ضد هدم منازل الفلسطينيين.. وقد أصيب هرندل برصاصة في عنقه، وأخضع للعلاج في لندن لمدة تسعة أشهر إلى أن فارق الحياة. وكانت الشرطة العسكرية الإسرائيلية قد اعتقلت الجندي القاتل في نهاية كانون الأول - ديسمبر 2003، ووجهت إليه، في البداية، تهمة التسبب بأضرار خطيرة إضافة إلى اتهامات أخرى تتعلق بالإفادة الكاذبة التي أدلى بها خلال التحقيق العسكري.. وبعد موت هرندل أتهم الجندي بالقتل.
ومنذ ذلك الوقت يتواجد العريف الإسرائيلي (ت)، في السجن.. وتجري محاكمته أمام هيئة قضائية يترأسها رئيس المحكمة العسكرية الإسرائيلية في اللواء الجنوبي، العقيد نير أبيرام.. وقد استدعي الجندي القاتل، مؤخراً، للإدلاء بإفادته، لأول مرة، فاعترف بأنه كذب خلال التحقيق الأولي معه.
(الجزيرة) تكشف عن
ملفات اعتلاها الغبار
وفي هذا السياق، تكشف (الجزيرة) عن ملفات اعتلاها الغبار، حيث قتل قناصة من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم حي السلام بمدينة رفح، في شهر أيار - مايو من العام 2003، وبدم بارد، المصور الصحفي البريطاني المستقل جيمس ميلر (29 عاماً)، أثناء قيامه بتصوير فيلم وثائقي للقناة الرابعة البريطانية وثق فيه الحياة اليومية التي يعيشها سكان المخيم وطبيعة الحياة التي يعيشها الأطفال الفلسطينيين في المكان في ظل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.. وقد قام جنود الجيش الإسرائيلي بإخلائه من مكان المواجهة بعد الإصابة لكنه توفي متأثراً بالجراح الخطيرة التي أصيب بها.
ونشرت صحيفة (غارديان) البريطانية في التاسع عشر من نوفمبر الماضي، أن عائلة المصور البريطاني، جيمس ميلر، قررت مقاضاة حكومة إسرائيل.. وكانت ناشطة السلام الأمريكية، راشيل كوري، عضو وفد التضامن الدولي قد لقيت حتفها دهساً تحت أمشاط جرافة عسكرية إسرائيلية ضخمة في نيسان - أبريل من العام 2003 .!!
(الجزيرة): القتل على الحدود بدمٍ بارد، ويستهدفون منازل الفلسطينيين
وتعرض هنا (الجزيرة) حادثتين وقعتا خلال الساعات القليلة الماضية، في حي السلام بمدينة رفح، وحادثة دموية ثالثة وقعت قبل شهر تقريباً على الحدود المصرية الفلسطينية.. ففي الحادثة الدموية الأولى التي وقعت في حي السلام بمدينة رفح المجاور للشريط الحدودي مع مصر جنوب قطاع غزة، قتلت قوات الاحتلال الصهيوني، بدمٍ بارد مساء يوم الثلاثاء الماضي، الشاب الفلسطيني، وقيل انه من رجال الأمن الفلسطيني، سمير سلطان خواجة (29 عاماً) بعد إصابته بعيار ناري في الرأس، فيما أصيب كل من الطفل محمد جهاد الجمال (10 أعوام) بعيار ناري في الرأس، كما أصيب امجد سعيد أبو جزر (19 عاماً) بعيار ناري في الرقبة، وتم تحويلهم إلى المستشفى الأوروبي، الواقع بين خان يونس ورفح، وذلك نتيجة خطورة إصابتهم، بينما وصفت جراح الشاب، علي خليل الدربي (18 عاماً) الذي أصيب بعيار ناري في الرأس، بأنها خطيرة.
وأبلغ الدكتور علي موسى، مدير مستشفى أبو يوسف النجار بمدينة رفح، مراسل (الجزيرة): أن قوات الاحتلال تعمدت إطلاق النار في أماكن قاتلة في الجسم.
وعلى صعيد متصل نقلت مصادر إسرائيلية عن أخرى مصرية نبأ إصابة مواطن مصري في رفح بنيران قوات الاحتلال التي كانت موجهة نحو أهداف فلسطينية..
وبحسب المصادر، فقد أصيب المصري عندما كان جالساً في بيته وتم نقله لتلقي العلاج في مشفى قريب.. في حين أفاد شهود عيان فلسطينيون: أن صاروخاً أطلقته مروحيات الاحتلال قد سقط في الأراضي المصرية.
وقال الجيش الإسرائيلي تعقيباً على قتل وإصابة الفلسطينيين في رفح: إن إطلاق النار وقع باتجاه ثلاثة فلسطينيين اقتربوا زحفًا باتجاه محور فيلاديلفي على الحدود المصرية الفلسطينية.
رصاصتان في الرأس والرقبة
وضعتا حداً لحياة مواطن
بريء في بيته برفح
وفي الحادثة الدموية الثانية، التي وقعت في حي السلام بمدينة رفح، جنوب قطاع غزة، قالت مصادر (الجزيرة): إن المواطن الفلسطيني، صادق سلامة شلوف (36 عاماً ) من حي السلام بالمدينة، استشهد مساء يوم الأحد الماضي، جراء إصابته بعيارين ناريين قاتلين في الرأس والرقبة وهو داخل منزله، نتيجة إطلاق النار العشوائي الصهيوني على المنازل الفلسطينية.
الضحية الجنود
المصريين الثلاثة
أما الحادثة الدموية الثالثة، فقد وقعت في يوم الثامن عشر من تشرين الثاني - نوفمبر الماضي، حيث أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة مدفعية تجاه ثلاثة جنود مصريين، يرابطون على الحدود المصرية الفلسطينية، جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى مقتلهم على الفور، وزعم الجيش الإسرائيلي أن جنوده ظنوا بأن الجنود المصريين مقاتلين فلسطينيين يزرعون متفجرات...!!!!
|