واشنطن ترفض تكهنات حول السعي للتفاوض معها
تحامل غربي على إيران بزعم انتهاكها (روح) الاتفاق النووي

* فيينا - واشنطن - رويترز:
قال دبلوماسيون في فيينا إن قرار إيران الاستمرار في تجهيز يورانيوم خام للتخصيب وهي خطوة على الطريق الى صنع أسلحة نووية ينتهك روح وليس نص تعهدها بتجميد مثل هذا النشاط تجميدا كلياً.
وبموجب اتفاق توصلت إليه إيران مع الدول الأوروبية الثلاث الكبرى على تجميد كل انشطة التخصيب ابتداء من 22 من نوفمبر تشرين الثاني الماضي فإن تجهيز اليورانيوم الخام (الكعكعة الصفراء) للتخصيب محظور بشكل صارم ولكن الاتفاق سمح لايران بانهاء عمليات محدودة لتحويل اليورانيوم كانت قد بدأت فيها قبل دخول اتفاق تعليق انشطة التخصيب حيز التنفيذ.
وقال دبلوماسيون غربيون لرويترز ان ايران ستواصل أنشطة مرتبطة بالتخصيب حتى فبراير شباط. وقال دبلوماسي غربي ان استمرار العمل لفترة طويلة كهذه (سينتهك بالتأكيد روح الاتفاق... ايران لديها سند قانوني للقيام بذلك ولكن هذا لا يشجع على ثقة كبيرة فيهم).وقالت وزارة الخارجية الامريكية انه لو كانت ايران ملتزمة بالتجميد لسعت الى انهاء جهود تحويل اليورانيوم على الفور.
وقال كورتيس كوبر المتحدث باسم الوزراة (أفعال ايران تقوي اعتقادنا بانه يجب بذل مزيد من الضغط ومن ذلك الضغط باحالة ملف ايران الى مجلس الامن الدولي لحمل ايران على اتخاذ قرار استراتيجي بالتخلي عن سعيها لاكتساب قدرات حساسة تتعلق بدورة الوقود النووي).
وقال رئيس الوفد الايراني لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا ان بلاده ستواصل برنامجها النووي.
وقال دبلوماسيون غربيون ان هذا سيتضمن اعمالا يغطيها بشكل اجمالي ولكن غير صريح اتفاق التجميد الموقع الشهر الماضي.وقال دبلوماسي لرويترز (الايرانيون قرروا مواصلة إنتاج رابع فلوريد اليورانيوم حتى نهاية فبراير).
ورابع فلوريد اليورانيوم هو المادة التي ينتج منها سادس فلوريد اليورانيوم وهو الغاز الذي تغذى به أجهزة الطرد المركزي التي تدور بسرعات فائقة لتنقية اليورانيوم لاستخدامه كوقود في محطات الطاقة النووية المدنية أو في الأسلحة النووية. وأكد دبلوماسيان آخران التقرير وقال احدهما انه يبدو ان ايران تستغل ثغرة في التعهد الذي قدمته لفرنسا وألمانيا وبريطانيا لتجميد أنشطة التخصيب. وقال دبلوماسي (يجب ألا يكون هذا مفاجأة لاي طرف).
وقال إينما وجدت ثغرة في اتفاقية فإن الايرانيين سيجدونها ويستغلونها لصالحهم.
وتتهم الولايات المتحدة إيران بالسعى لحيازة أسلحة نووية تحت غطاء برنامج ذري مخصص للأغراض السلمية وأبلغت الاتحاد الاوروبي بانها تعتقد ان إيران لا تعتزم احترام تعهدها بتجميد أنشطة التخصيب.
وقال دبلوماسي غربي وثيق الصلة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية ان الاتفاق بين الدول الاوروبية الثلاث الكبرى وإيران سمح لايران فعلياً بتحويل 37 طناً من الكعكعة الصفراء والتي (تختبر) بها منشأة التحويل في اصفهان.
وقال خبراء عندما اعلنت ايران في سبتمبر ايلول الماضي انها تعتزم اختبار محطة اصفهان ان كمية 37 طناً من الكعكعة الصفراء يمكن ان تنتج يورانيوم يكفي لصنع خمس قنابل نووية اذا ما تم تخصيبه في مرحلة تالية الى الدرجة الأعلى نقاء الصالحة لصنع اسلحة.
وكانت ايران قد وعدت أولا في أكتوبر تشرين الاول عام 2003 بتجميد برنامجها للتخصيب مقابل مزايا سياسية واقتصادية من الدول الأوروبية الثلاث الكبرى.
وانهار الاتفاق بعد ان استغلت ايران ثغرة به للاستمرار في انتاج واختبار مكونات أجهزة طرد مركزي. وقال حسين موسويان رئيس الوفد الايراني في المفاوضات مع الوكالة الدولية في تصريحات في وقت سابق يوم الثلاثاء لوكالة الأنباء الايرانية الرسمية انه من الطبيعي ان تواصل ايران برنامجها النووي. وقال موسويان (طبيعي ان تواصل الجمهورية الاسلامية كل انشطتها النووية. إيران علقت فقط وبشكل اختياري دورة الوقود النووي في اطار سياستها لبناء الثقة دون اي التزامات قانونية).
وقال موسويان إن واشنطن ترغب في إجراء محادثات مباشرة مع طهران التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية معها منذ 24 عاماً لبحث عدد من القضايا من بينها البرنامج النووي لايران. غير ان مسؤولين امريكيين رفضوا يوم الثلاثاء تكهنات تقول بأن حكومة بوش قدمت مقترحات جديدة سعياً الى اجراء محادثات مباشرة مع ايران وقالوا إن مثل هذا العمل ليس من المحتمل حدوثه في أي وقت قريبا.
واعترف المسؤولون بأنه نظرياً قد تكون هناك اتصالات سرية جارية يعلم بها عدد قليل مختار من المسؤولين الا انهم شككوا في ان يكون الحال هكذا في الواقع ولاسيما أثناء الفترة الانتقالية لتولي وزير خارجية جديد للولايات المتحدة.
وقال مسؤول امريكي (الحقيقة ان هناك دوما احتمالاً أن يكون هناك شيء يجري ولا نعلمه ولكني اعتقد ان هذا مستبعد. (المحادثات الايرانية الامريكية المباشرة) تناقض كل شيء سمعته علناً وسراً).