* الخرطوم - نيويورك - مونتريال - الوكالات:
جدَّد طرفا مفاوضات السلام في بلدة نيفاشا الكينية تأكيد التزامهما بتوقيع اتفاق نهائي للسلام قبل الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر الجاري، وللوفاء بهذا الموعد فإن الجانبين أنجزا الكثير من الملفات وبسرعة لافتة.
واتفق رئيسا وفدي مفاوضات السلام السودانية الحكومي علي عثمان محمد طه النائب الأول للرئيس السوداني، وزعيم الحركة الشعبية رئيس وفدها الدكتور جون قرنق على إجراء الانتخابات العامة في مستوياتها كافة من المحليات إلى رئاسة الجمهورية مروراً بالانتخابات البرلمانية خلال العام الرابع من أعوام الفترة الانتقالية الستة وفقاً للدستور الانتقالي وقانون الانتخابات الجديد اللذين سيصدران في وقت لاحق.
وذكرت مصادر سودانية أمس الأربعاء أن الطرفين اتفقا على أن تكمل المؤسسات المنتخبة الحالية دورتها التي يحددها الدستور الانتقالي. وأكدت المصادر أن الطرفين عازمان على التوقيع النهائي على اتفاق السلام في الموعد المحدد قبل نهاية شهر ديسمبر الجاري موضحة أن الطرفين تمكنا من حسم قضية العائدات غير البترولية في ملف قسمة الثروة واتفقا على أن يكون مقر المجلس التشريعي لولاية جنوب كردفان العاصمة كادوقلي، كما اتفقا على تكوين الجهاز التنفيذى بولاية جنوب كردفان من 11 وزيراً ومن ضمنهم الوالي ونائبه على أن يكون انعقاد المجلس التشريعي بالتناوب بين مدينتي رجل الفولة وكادوقلي.
وقرر الجانبان تكوين لجنة مشتركة تستعين بخمسة خبراء من أمريكا وبريطانيا ومنظمة الايجاد لمراجعة حدود جنوب السودان لعام 1905، واتفقا على تمثيل قبائل المسيرية والدينكا في إدارة منطقة أبيي بواقع اثنين لكل قبيلة تعينهما الحكومة والحركة وتكوين الجانبين لجنة مشتركة لإعادة صياغة بعض النقاط الخلافية في ملف السلطة.
ومن جانب آخر أعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان يوم الثلاثاء عن أمله في توفير مزيد من المساعدات الدولية لدارفور، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى (تحمل مسؤولياته) في ما يتعلق بالأمن والسلام في هذه المنطقة غرب السودان.
وقال عنان للصحافيين خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول دارفور إن على الدول أن تبذل المزيد لمساعدة الاتحاد الإفريقي الذي ينشر قوة محدودة لمراقبة وقف إطلاق النار الهش في المنطقة الشاسعة.
وأضاف: (إذا كانت هناك حاجة لمزيد من المساعدات والعمل، ينبغي أن يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته).
وأكّد أن المجلس يتحمل (أساساً مسؤولية السلام والأمن الدوليين). وأوضح (يتعيَّن عليكم في وقت ما مراجعة مقاربتكم لمعرفة ما إذا كانت تسير بشكل جيد أم لا).
وتواجه واشنطن معارضة داخل مجلس الأمن حول مسألة فرض عقوبات على السودان، وهي تطالب بإحالة المسؤولين عن الصراع إلى القضاء مع رفضها أي إشارة إلى محكمة الجزاء الدولية في لاهاي خشية أن يحال إليها رعاياها الذين ترفع بحقهم قضايا ذات طابع سياسي.
ومن جهة أخرى، أعلن موفد الولايات المتحدة ستيوارت هاليداي إثر انتهاء اجتماع مجلس الأمن أن أعضاء مجلس الأمن يتحملون مسؤولياتهم (بجدية) ولكنه أضاف أنه يتوجب على عنان أن يتوجه مجدداً إلى دارفور لتقييم مدى الكارثة على الأرض.
إلى ذلك جددت كندا أمس الأول الثلاثاء دعمها الكامل للجهود التي يبذلها الاتحاد الإفريقي من أجل إيجاد تسوية عبر التفاوض للنزاع في دارفور بغرب السودان وذلك بعد تعليق مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية وحركتي التمردي الرئيسيتين في الإقليم.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الكندية هو رينال دوارون لوكالة فرانس برس إن (كندا تدعم كلياً الجهود التي يبذلها الاتحاد الإفريقي من أجل إيجاد تسوية عبر التفاوض للأزمة في دارفور).
|