* بغداد - د.حميد عبد الله:
كشف مسؤول في الحكومة العراقية المؤقتة أن رئيس الوزراء العراقي أياد علاوي يسعى بالتعاون مع القوى والتيارات والشخصيات المتحالفة معه إلى إيصال رسالة إلى السيد السيستاني مؤداها أن الأحزاب الشيعية ستستثمر اسمه لتحصد أكبر عدد من الأصوات وخاصة في مناطق الأرياف والقرى والمدن الشيعية النائية! وقال المسؤول العراقي الذي فضَّل عدم الكشف عن اسمه إن القائمة الشيعية التي ضمت قوى وأحزاب شيعية تراهن على دعم السيد السيستاني لها مشيراً إلى أن الأحزاب الشيعية تطلق على هذه القائمة تسمية (قائمة السيستاني) للإيحاء للناخب أنها تمثل السيد السيستاني الأمر الذي يضمن انتخاب جميع مقلِّدي السيستاني لتلك القائمة.
وبرغم إعلان ممثل السيستاني السيد أحمد الصافي عن أن المرجع الديني لا يدعم قائمة معينة ولا شخصاً محدداً إلا أن الأحزاب الشيعية تروج للقائمة الشيعية باعتبارها خرجت من تحت عباءة السيستاني وحظيت بمباركته، وتتوقع الحكومة العراقية والعلمانيون والحركات القومية والشيوعيون أن الأحزاب الدينية الشيعية والسنية ليس لها رصيد كبير في أوساط المجتمع العراقي وأنها تحاول تسويق نفسها تحت اسم المرجعية الدينية وان حرمانها من هذا الغطاء يعني خسارتها لمعظم الأصوات التي تراهن عليها.
يذكر أن حزب الدعوة الإسلامية والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية وحزب الفضيلة ومنظمة العمل الإسلامي وحزب المؤتمر برئاسة أحمد الجلبي ترشحوا ضمن قائمة الائتلاف الوطني التي تمثل الشيعة والتي يرعاها السيد السيستاني.
وكان رجل دين قد أفتى بعدم جواز انتخاب ممثلي الحزب الشيوعي في انتخابات نقابية جرت في الناصرية لكن نتائج الانتخابات أسفرت عن فوز الشيوعيين وخسارة الإسلاميين الأمر الذي أشر إلى وجود فجوة بين الناخب العراقي والأحزاب الدينية.
من جهة أخرى كشف مصدر مخول في وزارة الداخلية العراقية أن أجهزة الوزارة ضبطت حوالي مليوني جواز سفر عراقي مزور.
وقال المصدر إن الجوازات المزورة التي تم العثور عليها في مديرية الجوازات في الكرادة قد طبعت بمواصفات فنية متقنة بحيث يصعب على الجهات الرسمية تمييزها عن النسخ الأصلية المعتمدة للجواز العراقي مشيراً إلى أن هذه الجوازات قد طبعت في إحدى مطابع بغداد التي كان النظام السابق يطبع العملة العراقية فيها على مدى أكثر من 12عاماً.
ومنذ إصدار الجوازات العراقية الجديدة في شهر أغسطس الماضي ازدهرت ظاهرة إصدار الجوازات في السوق السوداء حيث يضطر المواطن إلى دفع 100 دولاً أو ما يعادل 150 ألف دينار عراقي للحصول على جواز بسبب تفشي ظاهرة الرشاوى في أجهزة الدولة، وبرغم الشكاوى التي وصلت إلى أعلى الجهات الرسمية إلا أن الحكومة العراقية لم تستطع أن تحد من هذه الظاهرة.
وكان النموذج الجديد من الجواز العراقي يحمل خطاً فسفورياً تم طبعه في إحدى المطابع الأوروبية المتطورة بغية الحيلولة دون تزوير الجوازات لكن التسيب الأمني في جميع مجالات الحياة في العراق شجع عصابات التزوير على تزييف أية وثيقة رسمية بالتعاون مع أصحاب المطابع.
يذكر أن تقارير أمريكية قد أكدت أن الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر كان قد زود عدداً من الإسرائيليين بجوازات عراقية فيما انتشرت ظاهرة الجوازات المزورة بنحو واسع في الأشهر الأخيرة حيث قبضت الأجهزة العراقية على مواطنين من جنسيات مختلفة دخلوا العراق بجوازت عراقية مزورة الأمر الذي دفع الحكومة إلى التشديد في موضوع إصدار الجوازات ووضع رقابة سرية على دوائر الجوازات وتنظيم زيارات مفاجئة لمنافذ إصدارها.
|