رئيس المجلس الإقليمي للمستوطنات اليهودية يحرض المستوطنين على انتهاك القانون
المستوطنون يحصلون على مساعدات بقيمة أربعة أضعاف ما يحصل عليه سكان بلدات التطوير الإسرائيلية

* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
في الوقت الذي أكد فيه رئيس الحكومة الإسرائيلي، آريئيل شارون في الخطاب الذي ألقاه في مؤتمر هرتسليا (الاقتصادي- السياسي) يوم، الخميس، ما قبل الماضي أن التفاهمات بينه وبين رئيس الولايات المتحدة، جورج بوش تحمي المصالح الحيوية لإسرائيل، وعلى رأسها الكتل الاستيطانية الكبرى التي ستبقى إلى الأبد في (دولة إسرائيل) في ذات الوقت، حث رئيس المجلس الإقليمي للمستوطنات اليهودية في مدينة رام الله، المدعو (بنحاس فالرشتاين)، في رسالة بعث بها إلى المستوطنين اليهود، يوم الأحد الماضي، حثهم على انتهاك ما أسماه (قانون الطرد والترحيل من المستوطنات) حتى وإن كلفهم الأمر دخول السجن.
وتحت عنوان (قانون الإخلاء والتعويض- قانون ترحيل غير أخلاقي)، كتب رئيس مجلس المستوطنات في رام الله، كتب للمستوطنين اليهود:
إن الكنيست صادق في القراءة الأولى على قانون غير أخلاقي يشرِّع ارتكاب جريمة اجتثاث اليهود من (أرضهم) وهو قانون لا يتيح لمن يتم إخلاؤهم حتى الحق الأساسي في الدفاع عن بيتهم والتصدي للإخلاء.. إنني أدعو (المواطنين) يقصد المستوطنين إلى خرق قانون الترحيل وأن يكونوا على استعداد لدخول السجن ثمنًا لذلك.
وأضاف رئيس مجلس المستوطنات اليهودية في مدينة رام الله في رسالته، التي تعرض الجزيرة أهم ما جاء فيها: أن حكومة جديدة وغير شرعية آخذة بالتبلور هذه الأيام (يقصد الحكومة الوحدة بين حزبي العمل والليكود).. مضيفاً: الرغبة الوحيدة التي تجسر الفجوة العميقة بين حزبي (العمل والليكود) هي اجتثاث (بلدات يهودية) وطرد يهود من (أرضهم)، هذا الطموح القوي يعمي أنظار الوزراء الإسرائيليين وأعضاء الكنيست بحيث لا يرون الإجحاف الواقع بحق أشخاص أدوا رسالتهم على أحسن وجه، ودافعوا بأرواحهم عن (حدود الدولة)..
لقد دفع المستوطنون في أكثر من مرة ثمن هذه الرسالة بأرواحهم خصوصاً في السنوات الأخيرة التي تعرضوا فيها لهجمات غير متوقفة.
ودعا رئيس مجلس المستوطنات اليهودية في رسالته، بصراحة، إلى خرق قانون إخلاء المستوطنات وكرر وصفه له بأنه غير أخلاقي.. مضيفاً: أنه شخصياً لا يخشى دخول السجن، وأعرب عن أمله بأن يفهم الجميع مثله بأن هذا هو الثمن الذي يتعين على المستوطنين دفعه من أجل مقاومة الجريمة غير الأخلاقية التي تتمثل بطرد اليهود من (أرضهم)، بالقوة..!!! وعقب رئيس الحكومة الإسرائيلية، آريئيل شارون، على رسالة، بنحاس فالرشتاين، بقوله: هذه تعابير حادة جداً.. أعرف بنحاس منذ سنين طويلة.. لا أعتقد أن هذه هي طريقة هذا الشخص.. أعي ألم الإخلاء وبالنسبة لي هذا مؤلم أيضاً، لكنه أمر ضروري.. سنعمل كل ما في وسعنا للمحافظة على (القانون).. خطة الانفصال ستنفذ بموجب الجدول الزمني الذي حددته الحكومة.
المستوطنون يحصلون على أربعة أضعاف ما يحصل عليه سكان بلدات التطوير الإسرائيلية
وفي سياق ذي صلة بالمستوطنين اليهود في فلسطين، يُستدل من معطيات نشرتها وزارة الداخلية الإسرائيلية حول توزيعة الميزانية في عام 2003 أن سكان المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة يتمتعون بميزانيات تضاعف أربع مرات ما يحصل عليه سكان بلدات التطوير الإسرائيلية الواقعة داخل الخط الأخضر (إسرائيل )..
وتشير المعطيات الإسرائيلية، التي تعرضها الجزيرة: إلى أن خمسة مجالس محلية من أصل 11 مجلساً حصلت على أعلى الميزانيات المخصصة للفرد الواحد، تقع خارج الخط الأخضر.
كما يستدل من المعطيات، التي نشرت في صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية في عددها الصادر، يوم الاثنين الماضي: أن الحكومة الإسرائيلية حولت لكل واحد من ال7800 مستوطن في قطاع عزة مبلغ 7120 شيكلاً (1700 دولار) في العام 2003، رغم المخطط الإسرائيلي لإخلاء قطاع غزة، العام المقبل..
ويتضح، عملياً، أن حكومة شارون واصلت تحويل الأموال إلى مجلس مستوطنات غزة، حتى بعد بلورة (خطة الانفصال) وخصصت للمستوطنين في قطاع غزة أكبر الميزانيات.
وحسب معطيات وزارة الداخلية الإسرائيلية، تتمتع المجالس المحلية في أربع مستوطنات أخرى، خارج الخط الأخضر (إسرائيل)، بأعلى الميزانيات المكرسة للفرد الواحد.. وهذه المجالس هي (ميغيلوت)، الواقعة شمال البحر الميت، وغور الأردن، و(هار حفرون) و(كريات أربع) في الخليل.