Thursday 23rd December,200411774العددالخميس 11 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الثقافية"

إلى أمي.. مع التحية إلى أمي.. مع التحية

الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق (1)
هذه هي أمي - نورة بنت علي الدهيمان - وهذا هو أحد دروسها أدونه هنا بكل فخر واعتزاز.
على الرغم من أنها لم تتسلم أي شهادة تعليمية تذكر، إلا أنها ما زالت تقوم بتوزيعها!
لم تتعلم في مدرسة قط.. ولم تدخل فناء مدرسة كجيل ما بعدها.. ولكن.. عندما يجتمع حولها الأهل والقوم والأصحاب تتحول إلى متحدثة من طراز نادر ودرجة مختلفة.
بارعة هي في اختيار نصوص قرآنية مما تحفظ أثناء حديثها وكذلك الحال نفسه مع الأحاديث الشريفة وقلة قليلة من أبيات الشعر.
قارئة جيدة لتعابير وجه من تتحدث معه..!
تجيد فك اللوغريتمات.. لديها تفسيرات منطقية لما يدور حوليك وفي نهاية المطاف تجبرك على فهم كل تلك التفاسير بيسر وسهولة!
تضعك أمام نفسك داخل دائرة نصفها مثلث..! ومن ثم يعلو محياها ابتسامة لونها يسر الناظرين وهي تقول الخيار لك..!
بالرغم من أن (اليد التي تهز السرير تهز العالم) إلا أنها لم تهز سريراً قط.. لكنها هزت عالمي..!
في بداية إجازة عيد الفطر انقبلت إلى أمي فرحاً مسروراً، قضيت العيد تحت قدميها، هي لا تقوى على الحركة.. ليست كسابق عهدها أطال الله عمرها - آمين.
في كل ليلة نسهر على سيرة عطرة لمن هم قد رحلوا عن الدنيا واستقروا في الذاكرة لكن تلك الليلة لونها كان مختلفاً.. تداولنا فيها أطراف الحديث.. باغتتني بأسئلة عدة ومكررة بعض الشيء..
لكني لا زلت انتظر ما تود أمي قوله
الصمت يلازم شفتيّ.. وأوراق ذاكرتي تتشجع على التساقط واحدة تلو الأخرى كأوراق شجرة في فصل خريف.
أمي: ما هي أخبار.. أقصد آخر مستجدات الخلاف.. أما زال قائماً .. لم تحدثني منذ فترة فدعوت الله انه قد انقشع.
أنا: الصمت يلازمني بالكامل.
أمي: أعرف أنه يعز عليك كصديق من خلال حديثك عنه في فترات سابقة.. لأجل هذا سألت.. وبالمقابل أعرف أن ما قام به ما هو إلا ذنب عظيم تجاه صديق بحجمك وتجاه ما قمت به أنت لحاجته.. نقطة نهاية الخلاف بكل بساطة أن تعود إلى نقطة البداية.. فهناك أحدكما قد بنى كوخ انتظاره للآخر..!
أنا: ما زلت غارقاً في بحر صمتي.
...(جلست والخوف بعينيها تتأمل حركاتي وسكناتي.. أتمتم أنا بكلمات..'تعرف هي تمام المعرفة أنني صاحب الحق، فأنا لم أقترف ذنباً تجاهه البتة.. وتعرف أيضاً كيف أصبح بالنسبة لي الآن الصديق اللدود').
أمي تنادي: يا وليدي أجل وينك من (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس).
أنا: ما زلت ألزم الصمت.. والطاعة لحديث أمي يتلبسني شيئاً فشيئاً..!
عدت إلى الرياض هاتفت كل من أسأت لهم قدمت لهم الاعتذار وتهاني العيد معاً هاتفت أيضاً كل من أساءوا لي.. هربت كل تلك الأعذار وأقبلت علينا حروف.. ا.. ل.. ت.. هـ.. ا.. ن.. ي
بعثت لصديقي اللدود هدية قيمة بمناسبة العيد ذيلتها بعبارة..
باختصار.. العيد أن تكون معي!
بالرغم من أن قلوب البشر مثل غرف الفنادق.. النزلاء فيها مؤقتون!
وبالرغم من أن حياتنا لا يضمنها لنا أحد.. كقطرة مطر لا تعرف مستقرها..!
إلا أنني استطعت إحراق الشوك.. زرعت وردة ومن ثم غفوت في نومي العميق داخل قلب أبوابه مشرعة!
(أجمل ما في الحياة
صديق حقيقي


يقرؤك دون حروف
ويستوعبك دون كلام)

عزاز العزاز


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved