هذا الكتاب.. يعتبر إحدى المحاولات التي يمكن أن تساهم بالارتقاء بعملية الاتصال، وتنبّه إلى بعض الفجوات لاستدراكها حتى تحقق العملية الاتصالية مقصدها.. كما يمكن اعتباره من الاجتهادات المقدورة لاستدعاء هذه الإشكالية المهمة إلى ساحة الهمِّ والتفكير، كما يشكّل لبنة أو ضميمة تضاف إلى ما قدمته سلسلة (كتاب الأمة) في هذا المجال الحيوي من إسهامات ومحاولات لا تخرج في نهاية المطاف عن أن تشكّل محرضات ثقافية، ونوافذ في جدار التخلف، وإضاءة على باب النفق المظلم، تغري بالتفكير والبحث والمتابعة والعطاء، وتحاول الارتكاز إلى التراث، وردم فجوة التخلف، وإنهاء القطيعة مع مخزون الأمة التراثي، ومحاولة استصحاب عوامل النمو والبقاء، وتحقيق الوعي بأبعاد المجاهدة بالقرآن، والاضطلاع بمهمة البلاغ المبين، بكل متطلباتها ووسائلها، وتجديد الإدراك بأن التدليل على خلود القرآن هو امتلاك القدرة والمهارات على الإنتاج الفكري والاتصالي والبلاغي المناسب لكل زمانٍ ومكان.
والكتاب في النهاية يشكّل دعوة تأسيس وتأصيل للعزيمة على الرشد، وإعادة بناء (الذات)، والتنبه لهذا الثغر العظيم، وأخذ الكتاب بقوة، استجابة لقوله تعالى: {خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
|