Thursday 23rd December,200411774العددالخميس 11 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الثقافية"

وداعاً ياسر وداعاً ياسر

مواكبَ الدَّمع فيضي في مآقينا
وَعزِّزي الدَّمعَ في أجفان نادينا
وجبَ النُّواحُ على الأبطالِ راحلة
فأرْخِصي الدَّمعَ جُودي يا مآقينا
ما قدْ بكيْنا صِعابَ الدَّهر في زَمنٍ
بلْ نشربُ المرَّ حلواً حين يسْقينا
لكنَّ ياسرَ للأكفانِ نودِعُهُ
أمْرٌ إليه نزيفُ الحزْنِ يُبْكينا

***


كَمْ قد وقَفْتَ أمامَ الموْتِ مبْتسِماً
تُذكي الزِّنادَ نشيداً منْ أمانينا
أحْبطْتَ كلَّ قُوى الأشْرارِ في شَمَمٍ
أسْقيْتَهمْ من لظى سُمّاً وغِسْلينا
خَمسونَ عاماً بناةُ الغَدْرِ ترْصُدكمْ
حَوَلتَ غدْرَهمُ في نَحْرهِمْ حينا
جا بَهتَ هَمَّينِ في الهيْجا بِلا كلَلٍ
غدْرَ الصَّديقِ وهماً مِنْ أعادينا

***


كُنَّا القواعِدَ عَنْ حق شَقيتَ بِهِ
نَجْترُّ مؤْتمراً زادَ البلَى طينا
كنَّا الحيارى بلا درْبٍ ولا هَدَفٍ
نقتاتُ بالزَّيفِ والحسْناءُ تُغرينا
نِجْترُّ حقاً رحَى الأيّام تطْحَنهُ
ونرْكبُ الرِّيحَ أحْلاماً لتُنْجينا
نَبْكي على طلَلٍ منْ عَهْدِ أنْدلسٍ
نجْترُّ مجْدا ذوى من بعْدِ حطينا
كانت قُوانا بلا عقْدٍ مبعثرة
لا حوْلَ فيها وسُمُّ الخُلْفِ يُرْدينا

***


أذَّنْتَ فينا خطيباً صادقاً لَبِقاً
كأنَّ خالدَ في اليَرْموكِ حادينا
أصبحْتَ فينا مناراً للهُدى القاً
نحْو التحرُّر والعلياءِ تهدينا
كنتَ العزيمةَ في الأجيال فانْبعثتْ
في كل صِرحٍ لها تبني ميادينا
لَمْلمْتَ في حلْكةِ الظلماء مَوكبنا
حتى تفجَّر في البَاغي براكينا

***


أرْداكَ سهمٌ أتى غَدْرا فَغَيَّبكم
أدمى على غَفْلةٍ قبْلاً فلسطينا
ظنُّوا بموْتِك يأتي منْ يلينُ لهم
لكنَّهم وَهِمُوا فيما يَظنُّونا
بل هكذا كرَّسوا عهدَ الوفاءِ لكُم
سُحْقا لِمنْ بعدَكم يُبْدي لهم لينا
أرْهقْتم النَّفسَ تفكيراً لتُنقِذنا
سهرانَ تدْفعُ ظلْما كادَ يرْدينا
ما فاتكم مِنْ لظى الأحداثِ سانِحَة
إلا مدَدْتَ يداً للعَوْنِ تُنْجينا
القدسُ بعدَك تكلى والخليلُ بكَتْ
والمهْدُ أجْراسها ترْوي تآخينا

***


قد كُنتَ راقٍ لآلام تُؤرِّقُنا
فَمَنْ بموْتِكَ بعدَ اليوم يَرْقينا
لو يُفتدى الموتُ عندَ الله من قَدَرٍ
لقدَّم القومُ للفَدْوى ملايينا
عبدٌ شكورٌ وسيفٌ للنِضالِ أبى
أن يَسْكُن الغِمْدَ إلا في فلسطينا

***


شيخَ الجهادِ هنيئاً في الجنانِ وثِقْ
أنَّ الجهادَ سيبْقى عندَنا دينا
ما مِتَّ ياسرُ بلْ حي تُبثُّ بنا
روحَ الجهادِ لنمْحو رِجْسَ عادينا
أنتَ القضيَّةُ والقضِّية لمْ تمُتْ
لا، لن تموتَ وعِرْقٌ نابضٌ فينا
سنُرْجعُ القدسَ والأقصى يُعانِقُها
وأنتَ في حِضْنها بيْنَ المُصلينا
أعلامنا سوفَ تعلو كلَّ مئذنةٍ
إن شاءَ من شاءَ أوْ يلقى مواضينا
زهراتنا عاهدَتْ أشبالنا قسَماً
زرْعَ الخوافِق مِنْ عَكّا إلى سينا
فأهنأ بصُحبةِ اخْوانٍ لكمْ سبَقوا
والنهجُ نكْمِله، عهْدا لبارينا

وصفي أبو ماضي - الرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved