Thursday 23rd December,200411774العددالخميس 11 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

ومن يدافع عن حقوق المرأة في الغرب؟!! ومن يدافع عن حقوق المرأة في الغرب؟!!
أ.د. عبدالرزاق بن حمود الزهراني*

إذا كان دعاة تحرير المرأة وخروجها من منزلها للعمل بدون ضوابط يرون أن ذلك يحقق مجموعة من الأهداف مثل اعتماد المرأة على نفسها اقتصادياً، وتنويع خبراتها، وتجديد علاقاتها، وكسر الملل الذي تواجهه في حياة المنزل، وارتفاع ثقتها واحترامها لنفسها، والمشاركة بفعالية في التنمية وخدمة المجتمع. وهي دعاوى لها وجاهتها خاصة إذا تم تجاهل السلبيات على المرأة نفسها وعلى الأسرة وعلى المجتمع، فإن معارضي خروجها للعمل قدموا حججهم وأدلتهم على دعواهم والمتمثلة في أن خروج المرأة للعمل يؤدي إلى السلبيات التالية:
1- اهمالها حقوق الزوج، والتقصير في واجباتها نحوه.
2- إهمالها حقوق أطفالها، وعدم أعطائهم ما يكفي من العطف والرعاية والحنان.
3- إرهاق المرأة بالجمع بين عمل المنزل، والأمومة، والقيام بالعمل خارج المنزل.
4- تعرض المرأة للرجال وفي ذلك ما فيه من رذائل، وتحرش، واغتصاب، وجرائم ترتكب ضد المرأة.
5- ضياع أو تقلص دور الأسرة في التنشئة، وفي امتصاص توترات الحياة المختلفة.
6- امتهان المرأة واستخدام جمالها وأنوثتها لترويج السلع والبضائع، حتى إنك لا ترى دعاية ليس فيها امرأة مبدية مفاتنها وزينتها.
7- تأخر الزواج، وأحياناً الحرمان منه، فكم من فتاة رفضت الزواج بدعوة إكمال الدراسة، وتكوين الذات، ففاتها قطار الزواج، وندمت ولات ساعة مندم.
8- ارتفاع نسب الطلاق، حتى إنه وصل في بعض البلدان إلى 60%.
9- ضعف العلاقات الاجتماعية والأسرية وفتورها، فكل مشغول بنفسه، ولا وقت للآخرين، في جدول أعمال الفرد، وخاصة المرأة التي تعمل في الصباح، وتشغل بالأولاد والأسرة في المساء.
10- تقلص وضعف قوامة الرجال على النساء، فالمرأة العاملة تعتبر نفسها نداً لزوجها، فهي موظفة مثله، ولا حاجة بها إلى مرتبة، ولهذا تكثر المشاحنات والمجادلات والصراع، وكثيراً ما يؤدي ذلك إلى الطلاق.
وإضافة إلى هذه السلبيات، فإن وضع المرأة في الغرب وضع يخالف ما توحي به وسائل الإعلام، وما يحاول البعض من إظهاره بمظهر القدوة، والنموذج المثالي الذي يجب أن يحتذى من قبل جميع الشعوب في مشارق الأرض ومغاربها، ولكن الواقع يختلف عن ذلك كثيراً، والمرأة الغربية بحاجة إلى من يدافع عن حقوقها، وأن يرد لها كرامتها وأمنها واستقرارها، ودورها المثالي في الحياة والمجتمع، فقد جنت حركة تحرير المرأة على النساء كثيراً، وخسرن بسببها أكثر مما كسبن، وكان من نتائجها، إضافة إلى ما سبق ذكره من سلبيات:
1- انتشار الشذوذ الجنسي، وزواج المثل، فبسبب المعارك الدائرة بين الرجال والنساء نفر كل جنس من الآخر، ولجأ إلى ممارسة الجنس مع مثله.
2- انتشار بيوت الدعارة والبغاء وكثيراً ما يكون منظماً وتحت سمع الدولة وبصرها، وكثيراً ما يقع النساء في أسر هذا الشذوذ، ويتحولن إلى رقيق أبيض، وأسيرات للشبكات اللاتي يعملن من خلالها لكسب لقمة العيش بهذه الطريقة المشينة.
3- زيادة الجريمة ضد المرأة من تحرش جنسي، واغتصاب، وضرب، وقتل.
4- فقد كثير من النساء أنوثتهن بسبب تقليد الرجل والقيام بأعماله.
ولتأكيد هذه الأقوال بالحقائق والأرقام، نورد ما نشرته بعض وسائل الإعلام من الإحصاءات المتعلقة بواقع المرأة الغربية:
- يُغتصب يومياً في أمريكا 1900 فتاة، 20% يغتصبن من قبل آبائهن.
- يُقتل سنوياً في أمريكا مليون طفل بين إجهاض متعمد، أو قتل فور الولادة.
- بلغت نسبة الطلاق في أمريكا 60% من عدد عقود الزواج.
- 170 شابة في بريطانيا تحمل سفاحاً كل أسبوع.
- سجلت الشرطة في إسبانيا أكثر من 500 ألف بلاغ اعتداء جسدي على المرأة في عام واحد، وأكثر من حالة قتل واحدة كل يوم.
- في الولايات المتحدة الأمريكية سجلت الإحصائيات الرسمية أن 79% من الرجال يضربون زوجاتهم ضرباً يؤدي إلى عاهة، ونشرت مجلة التايم أن حوالي أربعة آلاف زوجة تنتهي حياتهن نتيجة لذلك، وأشار مكتب التحقيقات الفدرالي إلى أن 40% من جرائم القتل ضد النساء يرتكبها الأزواج، وجاء في دراسة لأحد المستشفيات الأمريكية أن 25% من حوادث انتحار الزوجات يسبقها ماض حافل بضرب أزواجهن.
- أما في فرنسا فهناك مليونا امرأة يتعرضن للضرب كل سنة. و60% من الشكاوى الليلية التي تتلقاها شرطة النجدة في باريس استغاثات من نساء يسيء أزواجهن معاملتهن مما دفع ميشيل أندريه أمينة سر الدولة لحقوق الإنسان إلى القول: الحيوانات تعامل أحياناً أفضل من النساء, فلو أن رجلاً ضرب كلباً في الشارع سيتقدم شخص ما يشكو إلى جمعية الرفق بالحيوان، لكن لو ضرب رجل زوجته فلن يتحرك أحد في فرنسا.
- وفي بريطانيا يفيد أحد التقارير أن 77% من الأزواج يضربون زوجاتهم بدون سبب. كما كشف عدد من مراكز الدراسات والبحوث في أمريكا تفاصيل الإحصائية المثيرة التالية:
- 80% من المتزوجات منذ 15 سنة أصبحن مطلقات في سنة 1982م.
- 80% من جرائم الاغتصاب وقعت في محيط الأسرة والأصدقاء.
- 27% من الرجال يعيشون على نفقة النساء في سنة 1986م.
وتؤكد آخر الإحصاءات والمؤشرات الاجتماعية عن أحوال المرأة في العالم الغربي أنها تعيش أتعس فترات حياتها المعنوية على الرغم من البهرجة المحيطة بحياة المرأة الغربية التي يعتقد بعض الناس أنها نالت حريتها، والبعض ينظر إلى قضية تحرير المرأة في الغرب على أنها نجاح للرجل في دفعها إلى مهاوي ممارسة الجنس معه من دون أن يكون مسؤولاً عما يقوم به. ونجاح للشركات الكبرى في استغلالها وتحويلها إلى سلعة لترويج السلع الأخرى، إننا يجب أن نأخذ العبرة مما وصل إليه حال المرأة في الغرب وألا نندفع في الطريق نفسه الذي سلكوه حتى لا نفاجأ بالنتائج نفسها التي وصلوا إليها.

*فاكس 012283689


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved