Wednesday 22nd December,200411773العددالاربعاء 10 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

9 جمادى الأولى 1392هـ الموافق 20 يونيه 1972م العدد (396) 9 جمادى الأولى 1392هـ الموافق 20 يونيه 1972م العدد (396)
على الهامش
بقلم: سليمان العيسى

** على وجوههم ارتسمت علامات الأسى.. وحتى نظراتهم اعتلاها الذهول وثرواتهم تُبدد وتباع بأبخس الأثمان.. مجموعة منهم - وبفضولي الصحفي - كان لي معهم حديث..
قالوا لي أشياء كثيرة.. عن العَرَقِ الذي بذلوه.. وعن الساعات الطوال الشاقة التي قضوها مع كل تيارات الجو الحارة والباردة.. مع الأمن والرجاء.. مع الحظ الذي يبتسم لهم في أحايين.. ويخلق لهم المرارة في أحايين أخرى..
إنني أقصد بهذه الفئة.. المزارعين.. وهم يجلبون حصاد أرضهم، يحملونه على أمل ان يجد السعر المناسب في الأسواق، ليخلق ولو على الأقل بعض النشوة على وجوههم الكادحة.
وتصاب هذه الفئة.. بخيبة الأمل.. عندما تُبدد هذه الثروة بين الراغبين في الشراء، وريالات معدودة.. تدفع لهذه الثروة الغذائية.. وهذه القيمة في الواقع لا تساوي أحياناً حتى أجرة السيارة التي حملتها إلى الأسواق، فما هي النتيجة؟؟
بالطبع الأسى والألم.. والإصرار لدى البعض على ترك مهنته التي ورثها أباً عن جد، يودع أرضه غير فرح بهذا الوداع..
ان هذا الموضوع - جد حساس - لبلدنا ولمزارعي بلدنا ووزارة الزراعة والمياه وبلديات المدن بالمملكة.. وأصحاب رؤوس الأموال عليهم دور كبير في النظر بعين الاهتمام لهذا الأمر..
المزارع يجب ان يحمى من الخسارة.. والثروة الغذائية يجب ان تحفظ من الهدر.. والسبيل إلى هذا واضح.. يحتاج فقط إلى ان تتحرك العزائم والهمم المخلصة لتحقيقه.. وكان الله في عون مزارعينا الكادحين..
** في الصيف.. يشد الميسرون الرحال إلى أماكن أكثر طراوة وبرودة.. وليس في هذا غرابة.. إنما الشيء الذي يحيرني ويؤلمني لماذا لا نفكر في قضاء إجازة الصيف في بلادنا.. فوق الجبال الشم والربى الخضراء في منطقة عسير الحالمة.. وعلى بطاح الطائف الجميل.. ليستفيد البلد وابن البلد من كل قرش سندفعه خارج أسوار بلادنا؟؟..
** في كل الحقول.. أبحث عن شذاك الجذاب.. وعندما شممتك أول مرة أجبتك أيتها الزهرة العسجدية اللون الفاغية العطر.. فانشري هذا العطر يا زهرتي الحلوة على كل ذرة تحمل غصنك الأخضر.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved