في مثل هذا اليوم من عام 1972 عثرت القوات الجوية لشيلي على 14 شخصاً على قيد الحياة بعد تحطم طائرة على جبال الإنديز بالأرجنتين قبل أكثر من شهر من هذا التاريخ. وأفادت الأنباء الأولية عن عدم نجاة أي شخص ولكن وصل اثنان من الركاب بعد رحلة شاقة لمدة 10 أيام للحصول على المساعدة وإنقاذ الباقين وهم على قيد الحياة.
تم نقل ستة أشخاص ممن تم العثور عليهم بطائرة مروحية الى أحد المستشفيات في سان فرناندو، وظل الثمانية الآخرون على الجبل لتلقي الرعاية الطبية حتى تسمح الظروف الجوية بإنقاذهم.
وبالرغم من المعاناة من البرد القارس والجوع الشديد، أصر روبيرتو كانيسا البالغ من العمر19 عاماً وفرناندو باررادو البالغ من العمر 21 عاماً على المساهمة في جهود الإنقاذ. فقد سار الرجلان لمدة عشرة أيام في البرد القارس حتى صادفا بعض رعاة الأغنام في تلال الإنديز. وقد أوضح كانيسا، الطالب بالسنة الثانية في كلية الطب، أن هناك 25 راكباً قد نجوا من الحادث في بادئ الأمر.
فقد اضطر الطيار أن يهبط اضطرارياً في أحد الوديان الثلجية ولقي أكثر من ثمانية أشخاص حتفهم عندما ضرب انهيار ثلجي حطام الطائرة بعد أسبوعين من التصادم. وتحدث الرجال عن روح الفريق والإصرار على عدم الاستسلام.
ووصف باررادو، الطالب بالهندسة الميكانيكية، اللحظة التي لقيت فيها والدته وشقيقته مصرعهما، وكيف أنهما دفنا تحت الجليد، لكنه أدرك أن يكافح من أجل النجاة. وقد عاش الناجون على قطع الشيكولاتة والحلوى والأطعمة الخفيفة التي وجدوها في الأمتعة. وقاموا بتسخين الثلج للحصول على الماء واستخدموا مقاعد الطائرة لصنع أسرة للنوم. وقد تجمعوا داخل الطائرة واستخدموا كل ما فيها لسد الفتحات الموجودة بجسمها لتجنب البرد. وتمكن روى هارلى، طالب الإلكترونيات، من إصلاح راديو ترانزيستور، وقال السير كانيسا إنهما تمكنا من سماع بعض محطات الإذاعة، وبعد اليوم الثامن سمعا الأخبار المحزنة بتوقف البحث عنهم.
|